بعد أن ظل بعيدا عن الساحة الفنية لفترة طويلة، يعود الممثل النيوزيلندي راسل كرو إلى الأضواء بقوة في عام 2024 من خلال القيام ببطولة 3 أفلام.

بدأ الربع الأول من العام الجاري بعرض فيلم “أرض السوء” (Land of Bad) في فبراير/شباط، وتلاه فيلم “كلاب نائمة” (Sleeping Dogs) في مارس/آذار، الذي أخرجه آدم كوبر وتشارك كرو فيه دور البطولة مع كارين غيلان ، وهو مقتبس عن “كتاب المرآة” للكاتب الروماني يوجين كيروفيتش.

وينتظر الجمهور العرض الأول للفيلم الثالث، “كرافن الصياد” (Kraven the Hunter) في 30 أغسطس/آب، الذي يعد بمثابة عودة كرو إلى عالم الأبطال الخارقين، وهو من إخراج جي سي شاندور، وبطولة آرون تايلور جونسون وآريانا ديبوز وفريد هيكينغر.

وسبق لكرو لعب دور والد سوبر مان في فيلم “رجل من حديد” (Man of Steel) في العام 2013، بالإضافة إلى دور زيوس في فيلم “ثور: الحب والرعد” (Thor: Love and Thunder) في العام 2022.

 

فيلم “كلاب نائمة”

في فيلم “كلاب نائمة”، يعاني الشرطي المتقاعد روي فريمان (راسل كرو) من ألزهايمر. ومنذ اللحظات الأولى، يجد المشاهد العديد من الملاحظات المعلقة على جدران منزله لتذكره بكل شيء، من اسمه وحتى طريقة تحميص الخبز، حيث يُخضع فريمان لعلاج تجريبي يستلزم زراعة شرائح في رأسه لتنشيط الذاكرة.

يخوض المشاهد الرحلة مع روي فريمان حول قضية حقق فيها منذ سنوات وطلبت شهادته مجددا من الشخص المحكوم عليه بالإعدام في جريمة قتل. يبدأ التلاعب بالمشاهد وبالبطل فريمان من أول لحظة للمقابلة بين المتهم إسحاق صمويل (باتشارو مازيمبي) وبين الضابط المتقاعد، حيث يحكي المتهم أحداثا سابقة لا يذكرها فريمان ولا يمكن التأكد من صدقه، لكن المتهم المحكوم عليه بالإعدام ينجح في إقناع فريمان بإعادة فتح التحقيق ولو بصورة غير رسمية.

يتتبع فريمان ملفات القضية القديمة ويحاول استعادة الأحداث والأشخاص وتساعده ومضات من الذاكرة المفقودة، يستعيدها لحظيا فيحاول تجميع المشاهدات كما يجمع قطع البازل التي ظهرت في بداية الفيلم والتي استعان بها ليبقى عقله نشطا كما نصحته الطبيبة. لكن يبدو أن البازل لم يكن كافيا وحده لتنشيط الذاكرة فجاءت القضية القديمة لتنهض كل “الكلاب النائمة” في ذاكرته من جديد.

من ناحية أخرى، تظهر قصة الدكتور جوزيف فيدر (مارتون كسوكاس) في مشاهد فلاش-باك، حيث يظهر كعالم نفس متلاعب بأفكار مرضاه، ومتعدد العلاقات النسائية، مما يزيد صعوبة الوصول إلى الحقيقة.

الفيلم لا يقتصر على مجرد عرض للأحداث، بل يعتمد بشكل كبير على تأثير الذاكرة المفقودة وكيف يمكن أن يلعب الخيال دورا في تفسير الواقع. بينما تظهر كارين جيلان (لورا بينز)، في دور قد يكون له علاقة بالجريمة، يتوجب على فريمان استكمال البحث حتى نهاية مفتوحة تسمح بتفسيرات متعددة.

 

حالة الذاكرة المفقودة

أحد أهم أركان الجريمة التي تدور داخل الفيلم هو الكتاب الذي ألفه ريتشارد فين (هاري غرينوود)، والذي كان أحد أعداء الطبيب المقتول ففين الذي يعمل مؤلف مذكرات أدبية تعتمد على وقائع حقيقية، ألف كتابا ذكر فيه وقائع الجريمة بالكامل، لكن كيف يمكن أن يتتبع شخص بلا ذاكرة جريمة مكتوبة في كتاب مات مؤلفه؟

تظهر في الجزء الثاني من الفيلم كارين جيلان (لورا بينز) كباحثة مساعدة للطبيب المقتول وصديقة الكاتب المقتول، فيخمن المشاهد أنها ربما تكون القاتلة، خاصة بعدما تكشف الأحداث أن الطبيب المقتول قرر الاستيلاء على البحث العلمي الخاص بها ونشره باسمه.

لا يوجد راو واحد موثوق في الفيلم، كل من حول فريمان مشكوك بهم، وربما يتلاعبون به من أجل الهرب من العقوبة، لكنه يصر على تتبع القصة حتى النهاية خاصة مع تحسن حالة ذاكرته بسبب العلاج التجريبي.

مع استمرار البحث يستعيد فريمان ذاكرته تدريجيا، ليصطدم بحقيقة أنه هو القاتل الحقيقي، حيث كانت زوجته التي تذكّرها من صورة الزفاف واحدة من ضحايا الطبيب المتلاعب بالنساء، وينتهي الفيلم به وهو يمسك مسدسه القديم ويغادر المشهد ربما لينهي حياته بنفسه وربما لا، مع نهاية مفتوحة تسمح للمشاهدين بالكثير من الخيال.

بالرغم من القصة المثيرة للفيلم الذي أخرجه وشارك في كتابته آدم كوبر والتي كان يمكن أن تعوض الجماهير عن فيلم راسل كرو السابق “أرض السوء” الذي لم يحقق تقييمات إيجابية، فإن فيلم “كلاب نائمة” كأنه كتب فقط من أجل أن يظهر كرو في كل المشاهد، حيث بدت أدوار باقي الأبطال هامشية وظهورهم على الشاشة ظهور ثانوي، كما أن الأحداث كان بها الكثير من التطويل والمشاهد البطيئة التي لا تناسب طبيعة تصنيف الفيلم، لكنها تناسب فقط الشخصية التي يلعبها كرو في الفيلم.