رغم النمو الكبير الذي حققته في عدد المشتركين الجدد، فإن نتفليكس أشارت في الربيع إلى أنها ستتوقف عن التطرق إلى هذه الأرقام كل ثلاثة أشهر بدءا من هذا العام، وذلك بهدف التركيز على مقاييس “تفاعل” الجمهور (أي الوقت الذي يمضونه في مشاهدة المحتوى).
ويعني هذا القرار بالنسبة إلى المحللين أن المجموعة الأميركية ستركز على زيادة إيراداتها وهوامش أرباحها.
بدأت نتفليكس بزيادة أسعارها في الولايات المتحدة، فباتت تكلفة الاشتراك “الأساسي” تبلغ 18 دولارا بدلا من 15.50 دولارا. أما الاشتراك الأرخص الذي يتضمّن إعلانات وأُطلق في نهاية عام 2022، فارتفع إلى 8 دولارات بدل 7.
وقال بيترز “نرى أن هذا السعر الذي نُطلق به الخدمة مقبول عند التفكير في كل الترفيه الذي توفره”.
وتأمل نتفليكس أن تبدأ في تحقيق إيرادات كبيرة من هذا الاشتراك هذه السنة.
بيترز قال “في الربع الرابع، مثّل الاشتراك المرفق بإعلانات أكثر من 55% من الاشتراكات في البلدان حيث تُتاح هذه الصيغة”، مضيفا “لقد ضاعفنا إيراداتنا الإعلانية على أساس سنوي في العام 2024، ونتطلّع إلى مضاعفتها مرة جديدة هذا العام”.
ولإقناع المعلنين والجمهور، تراهن الشركة تحديدا على البث المباشر وخصوصا للمباريات الرياضية.
في يناير/كانون الثاني 2024، وقّعت نتفليكس اتفاقية مدتها عشر سنوات مع رابطة المصارعة الأميركية للمحترفين “دبليو دبليو إي” (WWE) مقابل 5 مليارات دولار، تتيح لها نقل مباريات البطولة التي تنظمها للسنوات العشر المقبلة. وأعلنت في الشهر الماضي عن عقد حصري مع كأس العالم للسيدات.
وقال مايك برولكس مدير الأبحاث في شركة فوريستر “رغم المشكلات التقنية، فإن مباراة الملاكمة بين جيك بول ومايك تايسون كانت الحدث الرياضي الأكثر مشاهدة عبر البث التدفقي”، موضحا أن “أكثر من 24 مليون شخص شاهدوا مباريات دوري كرة القدم الأميركية للمحترفين خلال فترة عيد الميلاد”.
وتابع “ليس سرا أن العروض المباشرة مع نسب متابعة مرتفعة جدا تحفّز العلامات التجارية الكبرى على الإنفاق”، مضيفا “بحلول عام 2025، سيكون هناك خيارات إضافية لناحية صيغ الإعلانات والشراكات والخيارات التقنية لاستهداف مستخدمي نتفليكس”.
وقال روس بينيس من شركة “إي ماركتر” إن الإعلانات والبث المباشر “اللذين كانا مرفوضين من الشركة حتى وقت قريب أصبحا من أولوياتها”.
وأشار المحلل إلى أنه لن يتفاجأ إذا “حصلت نتفليكس في المستقبل على مزيد من الحقوق الرياضية”، بعد أن أشارت إلى أنها لن تسعى لشراء حقوق المواسم الرياضية التقليدية.
وبغض النظر عن البث المباشر، يمكن للمنصة هذا العام الاعتماد على المواسم الأخيرة من “أشياء غريبة” (Stranger Things) و”لعبة الحبار”، بالإضافة إلى الموسم الثاني من “وينزداي” (Wednesday).
وردا على سؤال عن الحرائق التي لا تزال تجتاح أحياء في لوس أنجلوس، أجاب المدير العام المشارك للمجموعة تيد ساراندوس بأن الكارثة “لا ينبغي أن تسبب تأخيرات كبيرة أو تأثيرات مالية”، لكنّها “تعطل حياة كثيرين بشكل كبير”.