تحول ميناء الدوحة القديم إلى مركز جذب سياحي ومقصد للزوار ومرسى رئيسي للبواخر السياحية، وذلك بعد إعادة تطويره وتصميم مرافقه لتعكس التراث القطري في أبهى صورة.
بدأ تطوير الميناء القديم وتحويله إلى مرفق سياحي بحري جذاب بعد عام 2017، حين تم نقل عملياته إلى ميناء حمد الجديد.
إذ لاحت حينها فكرة الاستفادة من هذا الميناء المهمل على كورنيش الدوحة الرئيسي، بالنظر إلى موقعه المميز القريب من مرافق الجذب السياحي على غرار متحفي قطر الوطني، والفن الإسلامي، وحديقة البدع، وممشى الكورنيش، وسوق واقف، والمحطة الرئيسية، وملعب 974.
سوق أسماك وألعاب مائية
في أعقاب تطويره وتحويله إلى مزار سياحي، كُشف النقاب عن مرافق جديدة بالميناء، شملت سوقا للأسماك، وبنية تحتية متينة تسهّل عمل الصيادين.
كما تتضمن المرافق وحدات ترفيهية متنوعة تشمل 50 مطعما ومقهى، إلى جانب 100 محل تجاري وشقق فندقية لخدمة السياح والزوار.
ولكونه وجهة سياحية ذات طابع بحري بحت، جُهز الميناء بمرافق للرياضات المائية، تتيح للزوار كل الإمكانات التي تسهل عليهم ركوب البحر من معدات وآلات ومستلزمات بحرية، كأدوات الصيد ومعدات الغطس والسباحة.
وحولت التصاميم الجديدة مرافق الميناء إلى وجهة عالمية للسياحة والترفيه في كل جنباته، بداية من تصاميم الجدران والنوافذ والمباني والإضاءات والأخشاب والمواد المستخدمة في البناء.
إذ استُوحي تصميم الأبنية بشكل خاص من البيئة القطرية القديمة، إلى جانب الألوان التي تعكس ألوان الحاويات المستخدمة في الميناء خلال عمليات الاستيراد والتصدير قبل 2017.
ويشكل الممشى أحد الملامح الرئيسية في الميناء القديم، ويُعد ملاذا لراكبي الدراجات وهواة المشي، ويصل طول مساراته إلى حوالي 8 كيلومترات.
بالإضافة إلى ذلك، هناك المسارات الموجودة على طول الحدائق والمسطحات الخضراء في الميناء، التي تعج بأشجار السدر والغاف واللوز والقرط، والتي تضيف 5 كيلومترات أخرى إلى مسارات المشي.
وفي إطار تعزيز السياحة المحلية والعالمية داخل البلاد، يستضيف ميناء الدوحة القديم 3 فنادق عائمة، إذ تم فيه بناء قاعة كبيرة تستوعب سفينتين عملاقتين وغيرهما من البواخر السياحية بسعة إجمالية تعادل 12 ألف راكب في وقت واحد.
كما جُهزت مرافق الميناء بالحافلات التي تنقل ركاب البواخر السياحية من الميناء إلى المناطق السياحية والمزارات داخل الدوحة.
ويحتوي الميناء على 3 أماكن لاستقبال اليخوت، وتشمل مارينا، والتي تستقبل اليخوت الخاصة بالأحجام الصغيرة وحتى 30 مترا، وتتضمن 300 مرسى لليخوت والقوارب، بالإضافة إلى المراكب الخشبية (السنبوك)، والتي كانت بمثابة فنادق عائمة خلال بطولة كأس العالم قطر 2022.
كما خُصص 50 موقفا لاستقبال اليخوت الضخمة، والتي يمتد طولها من 50 إلى 160 مترا.
وتحول ميناء الدوحة القديم بمرافقه المطورة إلى نافذة تطل منها العائلات والشباب على مياه الخليج خلال العطلات للتمتع بالأجواء الجميلة وسط المناطق الخضراء، وتناول الوجبات وممارسة الرياضات البحرية أو المشي.
وبصفته وجهة سياحية بارزة في الدوحة، احتل الميناء القديم مكانة كبيرة بوصفه منطقة تستضيف الفعاليات المفتوحة والكبيرة.
وكانت آخرها فعاليات الشتاء، التي نظمت بين 19 و28 يناير/كانون الثاني الماضي، وتضمنت مهرجان المناطيد الثالث، والذي شهد فعاليات ترفيهية وعروضا للأطفال، إذ شارك فيه 50 منطادا من 17 دولة.
كما استضاف الميناء في رمضان الماضي (وافق مارس/آذار وأبريل/نيسان 2023) العديد من الفعاليات التراثية المميزة وصل عددها إلى 20 فعالية، تستقطب مختلف الفئات العمرية وخاصة الأطفال الذين يسعدون بإقامة ورش التلوين على الفخار، وغيرها من الأنشطة الفنية.