يتشابك سعف نبات الحلفاء بطريقة معقدة ليشكل ضفائر تتحول إلى سلال وأدوات منزلية أخرى. هذه الحرفة هي شغف محمد الشيباني وعمل عائلته منذ زمن في ليبيا.
الحرفي، البالغ من العمر 52 عاما، يجمع عشبة الحلفاء من جبال مسلاتة في شمال غرب ليبيا ويستخدمها في صنع سلال مختلفة الأشكال والأحجام، كانت تستخدم في الماضي في المنازل الليبية التقليدية.
تعلم الشيباني هذه الحرفة من والده مند الصغر إذ كانت العمل الوحيد لجده ووالده ومصدر رزقهما.
وقال الشيباني، الذي يعمل في الصناعات السعفية التقليدية: “طبعا هذه حرفة صعبة، من الحرف الصعبة، لأن هي كلها ضفيرة وعندها عدد لازم إنك تفهمها، تحتاج جهد، نحن أيدينا تعبوا منها لين ماتوا يبسوا خلاص (تعبوا)، يعني لازم تحتاج يد قوية حتي تيبس السعفة التي نشتغل عليها، صعبة خدمتها الحق”.
وكانت الصناعة، التي تعود إلى قرون من الزمان، مصدر دخل رئيسيا لكثير من الليبيين، ويقول العاملون في هذه الصناعة إن بعض الليبيين زاد اهتمامهم بها حاليا مع تدهور الظروف الاقتصادية في البلد الذي مزقته الحرب.
وتعلق الشيباني بهذه الحرفة وأحبها ويريد أن ينقلها لأبنائه للحفاظ عليها من الاندثار.
حيث قال: “نريدها أن تعاصرنا الصناعة هذه في المستقبل، تعاصرنا من الماضي إلي الحاضر، لازم حتي لا تندثر منا ولا تُنسى ولا تنقطع، لازم تكون إنك تعرفها”.
ويمكن أن يستغرق صنع سلة واحدة بضع ساعات، وتباع مقابل 20 دينارا ليبيا (4.22 دولارا) في المتوسط.
ولهذه السلال فوائد يوضحها الشيباني: “عندما أنت تحضر الخبز أو الخضار في القفة، أفضل من الأكياس البلاستيكية التي نستخدمها الآن، كلها مواد مسرطنة، عندما تحضرها في القفة أفضل لأن هي مصنوعة من نبتة طبيعية، وطبعا الحلفاء هي نبات طبيعي مئة بالمئة لا يسبب شيء، لا يوجد فيه مواد حافظة أبدا، طبيعي، وهذا أفضل ما فيه ويتحمل”.
وقطعت لطفية، وهي أم لسبعة أطفال، مسافة بلغت 550 كيلومترا من مدينة درج جنوب غرب طرابلس إلى مدينة الخُمس من أجل المشاركة في معرض للصناعات التقليدية وبيع منتجاتها. وتقول إن الفتيات في عائلتها يتعلمن هذه الحرفة عندما يبلغن من العمر سبع سنوات.
وكانت لطفية تعمل بهذه الحرفة بهدف حماية التراث الليبي، لكن مع تدهور الظروف المعيشية وجدت فيها الآن مصدر رزق بسيطا يعينها علي مصاعب الحياة.
وقالت: “الحرفة عبارة عن صناعة السعفيات، نصنع منها الأطباق والسلال وتسميات أخرى طبق وسلة وسفرة، والمهنة هذه وراثية تعلمناها من الصغر وورثناها مع الكبر من السبع والثمانية سنوات تتعلم البنت الحرفة هذه وهي تعتبر مصدر دخل للأسرة قديما وحديثا، رجعوا إليها بسبب الظروف الاقتصادية”.
ويستخدم نبات الحلفاء في صناعة الورق والسلال والقبعات والأدوات المنزلية الأخرى.