الفن أكثر بكثير مما تراه العين، وليست له حدود ولا قواعد ثابتة. يقابل الفنان كثيرا من التحديات، لكن يبقى السؤال الأكثر جدلا، هو كيف يمكن أن تساوي لوحة ما ملايين الدولارات؟
للإجابة عن هذا السؤال هناك العديد من الزوايا التي يجب النظر إليها، حيث تتغير القيمة السوقية لكل قطعة فنية باستمرار، ولا يتعلق الأمر بالمال فقط، لكنه يتعلق بالعرض والطلب، فكلما زاد الطلب على شيء ما، ارتفع سعره، وعندما يكون العرض أقل والطلب كبيرا يصبح هذا الشيء حصريا.
والسبب في أن بعض اللوحات باهظة الثمن هو أن الفنانين الذين رسموها لم يعودوا على قيد الحياة بعد الآن، إذ تزداد قيمة الفن بشكل ملحوظ بعد وفاة الفنان، لأن الوفاة تجعل القطعة الفنية حصرية وأكثر أهمية. وتحتفظ المتاحف بأعمال الفنانين المشاهير لهذا السبب، حتى لو كان العمل الفني مجرد تخطيط بسيط فإن قيمتها تصل إلى الملايين في بعض الأحيان.
الفن كاستثمار سهل
ينظر إلى الفن على أنه استثمار سهل، وغالبا ما يستعمله الأثرياء كوسيلة مثلى للادخار والاستثمار، دون الاهتمام بالغرض الأساسي الذي صنع الفن لأجله، حيث تتغير قيمة الفن باستمرار، وإذا اشتريت عملا فنيا مقابل مليون دولار اليوم، فستكون قيمته الفنية أكبر خلال السنوات المقبلة.
لا يعتبر الاستثمار في الفن شيئا سيئا، لكن في الوقت نفسه يجب إدراك أن قيمة الفن أكبر من قيمة الدولار، ويجب معرفة السبب الرئيسي لإبداع العمل الفني وما أراد الفنان نقله من خلاله.
ممارسة الفن مكلفة
ممارسة الفن مكلفة للغاية على الفنان، وغالبا ما يعيش الفنان حياة صعبة، كما يجد أغلب الفنانين في بداية حياتهم الفنية، صعوبة في بيع اللوحات، وبالرغم من ذلك فهناك البعض منهم يبقى متمسكا بمهنته رغم الصعوبات.
يتطلب الفن التحرر والشجاعة والتضحية، ويخوض الفنان معارك لا حصر لها، سواء داخلية في عقله أو خارجية مع العالم، وقد اختار أن يعيش على حافة الهاوية، حياة جميلة وقاسية في الوقت نفسه.
يحمل كل عمل فني يبدعه الفنان كل هذا الثقل وكل هذه التعقيدات بداخله، لذلك كل عمل فني هو عمل فني ثمين بطريقته الخاصة، وهنا نتعرف على أغلى الأعمال الفنية التي تم بيعها في عام 2021.
سالفاتور مونتي “ليوناردو دافنشي” 450.3 مليون دولار
تعتبر لوحة سالفاتور مونتي التي رسم فيها ليوناردو دافنشي المسيح حاملا كرة بلورية هي أغلى لوحة في العالم في الوقت الحالي. رسمت اللوحة بتكليف من الملك لويس الثاني عشر ملك فرنسا عام 1605، وهي الفترة نفسها التي رسمت فيها لوحة الموناليزا.
اختفت اللوحة في مكان ما بين عامي 1763- 1900 وأعيد اكتشافها مجددا عام 2005 من قبل بعض تجار الفن البريطانيين. وعرضت اللوحة عام 2011 بالمتحف الوطني في لندن.
لوحة “تبادل” مقابل 300 مليون دولار
رسم الفنان ويليام دي كوننغ لوحة “تبادل”، استلهاما من محيط إقامته حيث يعيش في مدينة نيويورك، وهي أغلى لوحة على الإطلاق في عمليات البيع الخاصة. اشتراها الملياردير الأميركي كينيث سي غريفين، مع لوحة للفنان الأميركي جاكسون بولوك في صفقة بلغت قيمتها 500 مليون دولار، منهم 300 مليون دولار لصالح لوحة “تبادل”.
لاعبو الورق “بول سيزان” 250 مليون دولار
تعد هذه اللوحة ثالث أغلى لوحة في العالم، وحسب ما ورد في سوق الفن تبلغ قيمتها حاليا ضعف هذا الرقم.
متى ستتزوجين؟ “بول غوغان” 210 ملايين دولار
رسم الفنان الفرنسي ما بعد الانطباعي بول غوغان لوحة “متى ستتزوجين؟” في رحلته الأولى إلى تاهيتي عام 1892، وكانت ضمن مجموعة كبيرة من اللوحات التي رسمها الفنان لنساء تاهيتي. وبقيت اللوحة في متحف كونست في بازل بسويسرا لما يقرب من نصف قرن، ثم تم بيعها في فبراير/شباط عام 2015 بمبلغ 210 ملايين دولار.
رقم 17 “جاكسون بولوك” 200 مليون دولار
كانت هذه اللوحة التي رسمها جاكسون بولوك عام 1948. في البداية قوبلت مجموعة اللوحات التي رسمها جاكسون بولوك بنقد كبير وكانت غير معتادة، وبالتالي كانت قيمتها منخفضة في عالم الفن. وظهرت هذه القطعة في مقال بمجلة لايف عام 1949 ما ساعد في تداول اسم جاكسون بولوك كفنان.
بعد عدة أشهر وفي العام نفسه نشرت المجلة ذاتها مقالا يطرح سؤالا واحدا وهو: هل جاكسون بولوك أعظم فنان على قيد الحياة في الولايات المتحدة؟ تضمن المقال العديد من وجهات النظر حول جاكسون بولوك وأعماله الفنية.
تراوحت وجهات النظر بين الاستهزاء بأعماله الفنية واحترامها، ما أثار جدلا حوله كفنان. وتم بيع اللوحة عام 2015 مقابل 200 مليون دولار للملياردير الأميركي كينيث سي غريفين.
بنفسجي وأخضر وأحمر “مارك روثكو” 186 مليون دولار
قد لا تناسب اللوحة ذوق الجميع، لكن تبقى أحد أهم اللوحات المؤثرة في الفن المعاصر. رسمها الفنان الأميركي مارك روثكو عام 1951. وحققت هذه اللوحة بالتحديد أعلى سعر عند بيع أعماله في المزاد، لتصل إلى سعر استثنائي بـ140 مليون دولار، ثم ارتفع حاليا إلى 168 مليونا.