UTV - بغداد

متحديا ظلام عينيه، يعمل عبد الهادي عطا الله في تأسيس الكهرباء للمنازل وغيرها من المباني في مدينة المقدادية شمال شرقي ديالى.

وعلى الرغم من أنه كفيف البصر منذ ولادته، طوّر العشريني عبد الهادي قدراته لكسب قوت يومه؛ فيداه اليوم تعرفان طريقهما جيدا في مهنة تصنف بأنها خطرة، وثمن الخطأ فيها كبير.

ويقول عبد الهادي لـUTV إن “زبائني لا يصدقون في بادئ الأمر أنني كهربائي، وأنا أعذرهم، لكنني اتفق معهم على عدم تسلم أي مبلغ قبل إنجاز العمل وإنارة المبنى”.

ويؤسس عبد الهادي المنازل كاملة حتى تصبح جاهزة للربط الكهربائي بمساعدة عامل معه يستعين به في معرفة ألوان أقطاب الأسلاك وحفر المفاتيح في الجدران.

ويستغرق وقت تأسيسه المنزل الواحد قرابة أسبوع، فيما يقول إنه يعمل مجانا في بعض الأحيان لمساعدة الفقراء، ولأنه أيضا لا يحب البقاء في المنزل.

ويقول عبد الهادي إن “الجلوس في المنزل يصيبني بالضجر، لذلك أتمنى مجيء أي زبون ليطلب مني إنجاز عمل في الكهرباء، وأحيانا أقدم خدماتي مجانا للفقراء ومن لديهم أعطال بسيطة”.

عبد الهادي متزوج وينتظر أن يُرزق بأطفال، وهو يفخر بتجهيز منازل عديدة في مدينته بالتأسيسات الكهربائية، وسط إشادة من أصحاب المنازل تلك بمهنيته التي تفوق المبصرين على حد قولهم.

ويقول محمد صادق، وهو صاحب منزل أسس عبد الهادي كهرباءه، إن “ثقتي به كانت مهزوزة عندما استأجرته لتأسيس الكهرباء في منزلي، لكنني اكتشفت لاحقا أن عمله أفضل من عمل كثيرين من أصحاب البصر”.

وعبد الهادي ليس الكفيف الوحيد في عائلته، فهو واحد من 3 أشقاء ولدوا بلا بصر، لكنه لا يعرف اليأس ولم يستسلم لمعاناته، ليتحمل اليوم مسؤولية إعالة أسرته في حياة يراها غيره صعبة جدا.

المراسل: علي العنبگي