UTV - الموصل

في الموصل يعيش محمود يوسف، وهو نحات مصري منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي.
ويتجلى حب الرجل للمدينة في نحته مصغرات من الخشب لـ”منارة الحدباء” ومعالم أخرى تجسد حضارة وادي الرافدين.
يصر يوسف، رغم أزمات الأمن والاقتصاد وويلات الحرب، على البقاء في الموصل وعدم مغادرتها.
ويتحدث النحات المصري المقيم في الموص، لمراسل UTV، قائلاً “كل شيء في الموصل جميل، فالعادات والتقاليد تشبه تقريباً العادات والتقاليد عند الشعب المصري”، مضيفاً “عندما أتجول في سوق العطارين والشعارين مثلاً، أشعر وكأنني في قلب مصر”.
وكانت مدينة الموصل، حتى العام 2003، موطناً لإقامة أكثر من 30 ألف مواطن عربي، من مصر وفلسطين واليمن والسودان، بحسب مسؤول سابق في دائرة الإحصاء.
وتقلص عدد المقيمين العرب في المدينة خلال العقدين الماضيين ليصل الى العشرات فقط، فيما يواجه الموجودون حالياً إجراءات حكومية معقدة في الحصول على الإقامة، فضلاً عن اكتساب الجنسية العراقية، ما دفع بعضهم إلى التفكيرِ بالرحيل.
يقول عبد القادر إدريس، وهو لاجئ سوداني، لـUTV، إن “الاوضاع بدأت تأخذ منحى معقداً، وهو ما جعلني أنوي العودة إلى السودان”، مشيراً إلى أنه “بالاضافة الى فراق الأهل فإن عدم صدور الإقامات والصعوبات الاخرى جلعت الوضع سيئاً للغاية”.
ومع استعادة الموصل من تنظيم داعش الإرهابي، تفاقمت مشاكل اللاجئين العرب في المدينة، لاسيما الفلسطينيون، ومنهم علاء الدين غازي الذي ولد وتخرج وتزوج وعمل في العراق منذ أن قدم أبواه إليه من حيفا قبل أكثر من 60 عاماً، لكن حال أسرته لم يتغير إلا نحو مزيد من الضوابط والقيود المعطلة لإصدار الأوراق التعريفية والإقامة.
ويقول غازي، لـمراسل UTV، إن “عدم الحصول على الجنسية يسبب صعوبات كثيرة، كعدم السماح لنا بشراء عقار مثلاً وعادة ما يقال لنا لستم مشمولين لأنكم فلسطينيون”، مضيفاً “ابنتي ولدت هنا ودرست التمريض وقدمت معاملتها ولكن تم رفض طلبها لأنها فلسطينية”.
وتنص اتفاقية عام 1951 على توفيرِ الحماية والمساعدة للاجئين، إلا أنهم في العراق يواجهون مشاكل مزمنة في الحصول على حقوقهم، وفي مقدمتها الأوراق الثبوتية.

المراسل: قاسم الزيدي