منذ اَن استعاده العراق من فرنسا قبل أحد عشر عاماً، ظل يخت “نسيم البصرة ” راسياً على ضفاف شط العرب ولم يبرح مكانه إلا مرة واحدة في رحلة استكشافية إلى مياه الخليج عام ألفين وخمسة عشر بمشاركة باحثين عراقيين وألمان بعدما تحول من يخت رئاسي لـ”صدم حسين” إلى سفينة أبحاث علمية تابعة إلى مركز علوم البحار، وخلال هذه الرحلة اليتيمة تم العثور للمرة الأولى على شعب مرجانية تعيش في المياه الإقليمية.
يقول د. حسن خليل الأستاذ في قسم الجيولوجيا البحرية لمراسل UTV، إن “السفرة البحرية كانت في عام الفين وخمسة عشر وكان اسمها سفرة نحو الخليج تضمنت باحثين من جميع اختصاصات المركز وأيضا فريق غوص علمي الماني”.
ويضيف خليل، إن “هناك اكتشافات كثيرة منها الشعب المرجانية لأول مرة كذلك رحلات الغوص توصلت إلى معلومات جديدة كانت غائبة عن معظم الباحثين”.

حالت الكلفة التشغيلية الباهضة دون تكرار الرحلات الاستكشافية لليخت الرئاسي، إذ تصل الى نحو عشرة ملايين دينار للرحلة الواحدة، وهو مبلغ لا تسمح ميزانية مركز علوم البحار بتغطيته.
يؤكد القائمون على اليخت بأنه خالياً بأمس الحاجة إلى صيانة بكلفة مليار دينار، ولاسيما وأنه مصنع عام 1980 في الدنمارك بكلفة خمسة وعشرين مليون دولار.

يتحدث د. نوري عبد النبي، مدير مركز علوم البحار، لـUTV، قائلاً “إن اليخت بحاجة إلى تسفين ونحن نحاول خالياً مع الموانئ لصيانته”، مبينا ً أن “مديرية الموانئ طلبت منا مليار ومئتين وخمسين مليون دينار لغرض صيانته”.
وأوضح عبد النبي، أن “اليخت يستخدم حاليا لغرض مناقشة الدراسات العليا وإقامة الندوات البحثية”.

يحتوي اليخت على 13 غرفة، فضلا عن جناح رئاسي وصالات للاجتماعات ومستشفى صغير إلى جانب مهبِط للطائرات المروحية، وكان “نسيم البصرة” يعد آنذاك من أفخم اليخوت في العالم.
وتسبب شح الأموال لتغطية الكلفة التشغيلية لليخت، بتوقف رحلات الإبحار لاستكشاف بيئة مياه الخليج، ما أدى الى حرمان العراق من معلومات علمية قيمة تفك طلاسم وأسرار التغيرات الحاصلة في المياه الإقليمية وانحرافها لصالح الدول المتشاطئة.

وتزامن إنجاز اليخت الرئاسي من قبل الشركة المصنعة مع احتدام الحرب العراقية الإيرانية، وهو ما جعل إيصال اليخت بأمان إلى المياه الداخلية العراقية عبر شط العرب أمرا مستحيلاً، فقام العراق بإيداعه اليخت أمانة لدى سلطنة عُمان وبعد سنوات حصلت عليه شركة للنقل البحري، واستخدمته في نقل المسافرين من فئة رجال الأعمال بين فرنسا والمغرب.

واستعادت بغداد اليخت بعد إقرار محكمة فرنسية في العام 2008 بعائدية اليخت إلى العراق، الذي استعاده بالفعل في العام 2010 بعد تسديد مليون دولار كغرامات وأجور متراكمة لموانئ أوروبية.
وكان أول قطعة بحرية تعبر قناة السويس وعلى ساريتها يرفرف العلم العراقي منذ العام 1991.