خلال 3 أيام تمكن فيلم “رحلة 404” من تحقيق ما يقرب من 4 ملايين جنيه في دور العرض السينمائية المصرية منذ طرحه، ولم تكن الإيرادات هي فقط ما حققه بل أيضا الإشادة الجماهيرية والنقدية التي انتشرت على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، والتي جعلت الجمهور العربي في حالة اشتياق إلى مشاهدة الفيلم الذي سيطرح بالدول العربية في الأول من فبراير القادم، فالجميع أعلن أن الفيلم المصري المنتظر منذ فترة طويلة والذي فيه خلاص للحالة السينمائية المتردية، بعودة منى زكي للعمل مع هاني خليفة منذ سنوات طويلة من لقائهم الأول في “سهر الليالي” مرورا برحلة طويلة مع الفيلم الذي كتبه السيناريست محمد رجاء لتنفيذه حتى يهبط بسلام منذ أيام بدور العرض، وأكدت منى زكي في لقائها مع “العربية.نت” أنها سعيدة بتلك الرحلة على الرغم من طول فترتها التي امتدت لسنوات طويلة.

*ما هي الأسباب التي حمستك لبطولة الفيلم؟

منذ قرأت النص الذي كتبه محمد رجاء أعجبت به جدا، حيث عرضه على المخرج هاني خليفة منذ عام 2013، فعندما قرأته شعرت بأنه حدث لي توحد وتعاطف مع تفاصيل الفيلم، خاصة أن هناك الكثير من التفاصيل وراء قصته، فهو ليس مجرد فكرة إنك تشاهد رحلة ولكن هناك الكثير من المعاني الفلسفية وراء هذه الرحلة، وقد تمنيت منذ سنوات أن أنفذ الفيلم، لذلك تمسكت به، وظللت مؤمنة ومعجبة بطريقة الكتابة والطرح، وتحمست مع وجود مخرج رؤيةكبيرة كهاني خليفة، فأنا أحب العمل معه، بخلاف الصداقة الشخصية، وكان لدي إيمان أنه سيتم تنفيذه ليراه الجمهور.

*رحلة طويلة من بعد قراءتك للنص وحتى تنفيذ الفيلم فكيف كان شعورك؟

كنت والمؤلف محمد رجاء والمخرج هاني خليفة نتمنى تنفيذ الفيلم منذ سنوات طويلة، فالفيلم يحمل معاني فلسفية حلوة أتمنى أن تصل للجمهور، وأيضا المعاني الفلسفية الموجودة بالعمل، وتصل رؤية هاني خليفة بشكل واضح، ورؤيته لغادة بأي شكل، وكيفية تقديمه لها وما هو ماضيها ومستقبلها وحاضرها، وأتمنى أن يكون الجمهور قد أحب هذه الرؤية.

رحلة 404
رحلة 404

*ما هي الاستعدادات للدور؟ وهل استعنت بمدرب تمثيل من أجل شخصية غادة؟

السبب في ذلك يعود للأستاذ هاني خليفة، فهو مخرج كبير، ومتمكن جدا مع الممثل، وبالتحديد في توجيهاته للممثل، فهو مميز جدا في ذلك الأمر، وأعتقد أن ذلك بسبب حبه للتمثيل في الأساس، وهو ما يجعله قادرا على مساعدة الممثل في أن يستحضر بعض الأمور في الشخصية من الممكن أن تستحضرها في وقتها، ولذلك كانت توجيهات الأستاذ هاني هي الأساس بالنسبة لي في تقديم شخصية غادة، فهو على علم بكافة تفاصيل الشخصية ومفاتيحها، وكيف يريد أن يراها الجمهور، وما هي الأمور المتبقية منها في الماضي، وكيف تواجه الصعوبات التي تقابلها، ولذلك فمعظم التحضيرات كانت معه فله النصيب الأكبر، فهو دائما بصراحة له النصيب الأكبر في التحضير للشخصيات التي قدمتها معه، الحقيقة لم أحتج إلى مدرب تمثيل، فلم يكن يريد أن يكون هناك مدرب تمثيل نهائيا، فقد قمنا بكل العمل معا.

*شكل الشخصية مختلف تماما عن الأدوار التي قمت بتقديمها من قبل، وبالطبع كانت أولا نفسيا خاصة أن غادة تركيبة إنسانية وصراع نفسي بشري كبير؟

هي تركيبة لها علاقة بالعنوان الكبير لموضوع الفيلم، فتركيبتها لها علاقة بالناس عندما ترتكب أخطاء، وتلجأ إلى الله كي يسامحها ويغفر لها، ولكن في نفس الوقت يظل بداخلهم شعور بالشك هل تقبلها الله وتقبل توبتها؟ هل سامحها؟، موضحة “هذه التساؤلات موجودة لدى البشر، بغض النظر عن اختلاف الخطأ، يظل السؤال هل أنا في حاجة لبذل مجهود أكبر حتى يتقبلني الله”.

*وماذا عن تحضيرات اللبس والشكل كيف تمت للوصول إلى الشكل النهائي لغادة؟

بالطبع كان معنا الستايسلت مروة عبدالسميع التي اتفقت على كل التفاصيل الشكلية للشخصية مع المخرج هاني خليفة، ووافقت عليها، فأنا في الكثير من الأحيان أوافق على وجهات نظر أشخاص آخرين طالما هي متماشية مع تفاصيل الشخصية، لأن ذلك يخرج الفنان من منطقته الآمنة، وهو شيء مهم للفنان بأن يخرج من تلك المنطقة لأنها تجعله يقدم شيئا مختلفا.

*في الفيلم غادة ضحية للكثير من الأمور التي تحدث في المجتمع، ومن الممكن أن تحدث لأي شخص في المجتمع ولكن المرأة تتعرض لضغوط أكثر في العادة، فكيف رأيت ذلك؟

الضغوط بسبب العديد من الأمور، فمن الممكن أن يكون نفسيا لمجرد مثلا أن أهلك لا يعطونك الثقة فتلجأ لأناس آخرين تجعلك تثق في نفسك، وأحيانا يكون الطموح المادي الذي يكون زائدا عن اللزوم، وأحيانا الغاية تبرر الوسيلة، والعديد من الأمور التي تجعل السيدات بل الإنسان بشكل عام يقع تحت ضغوطها، ولكن السيدات في الغالب هن من تتم ممارسة الضغط عليهن.

أحمد حلمي يهنئ زوجته بـ”رحلتها”.. ويؤكد: “وراء كل رجل عظيم امرأة أعظم منه”

*وكيف تصفين علاقة غادة ببقية الشخصيات في كلمتين “شيرين رضا – محمد فراج – محمد ممدوح – عارفة عبدالرسول- حسن العدل – محمد علاء”؟

شهيرة التي وتؤدي دورها شيرين رضا، هي العقل المدبر وتحب السيطرة على كل من حولها وتتسلى بهم، أما طارق الذي قام بدوره محمد فراج، فهو غلبان يحاول أن يداري ضعفه الشخصي وتاريخ شخصيته بالضغط على الآخرين، أما طارق الذي قدمه محمد ممدوح، مثله مثل أي أول حب للكثير من البنات عندما تصدم بأول حب في حياتها، فهو كاسر للقلوب لديه طموح كبير، أما دور الأم الذي لعبته الفنانة عارفة عبدالرسول فهي الأم الأنانية التي لا تهتم بأولادها ولديها حياتها الاجتماعية والمادة غالبة عليها، أما دور الأب الذي لعبه الفنان حسن العدل فهو غلبان يريد أن يريح دماغه، ويستمتع بالشيشة الخاصة به، أما محمد علاء الذي يقدم شخصية هشام بالرغم من أن بداخله طفلا، ولكنه يحب أن يجرب مشاعره وخاصة المشاعر التي بها غزل أو لعب مع الأشخاص من حوله وهو ما يعطي له إحساسا أنه شخص كويس”.