يعاني بعض الأشخاص من “متلازمة الشخصية الرئيسية”، إذ يميل قليلا إلى السير في العالم كما لو كان يدور كل هذا العالم حوله، ويشعر بالاهتزاز عندما يدرك أنه ليس محور حياة الجميع، وهذا ما يحدث غالبا عندما يعلم بأن صديقه خرج مع شخص آخر، أو حتى عندما يتحدث الصديق عن قضاء الوقت مع أشخاص آخرين.

يقول أخصائي الطب النفسي الدكتور حمزة الصمادي: تحفز التجارب الشخصية والنمو الفردي أحيانا على التفكير بشكل أعمق في طبيعة الصداقات وكيف يمكن أن تؤثر على الحياة الشخصية، وفي بعض الأحيان يواجه البعض منا تحديات عاطفية تجعلهم يشعرون بالكره أو الاستياء عندما يكتشفون أن أصدقاءهم يملكون صداقات إضافية، ويمكن أن يكون هذا الشعور معقدا، ويتأثر بعدة عوامل نفسية واجتماعية.

هناك عدة أسباب قد تشير إلى سبب كره بعض الأشخاص لوجود أصدقاء لديهم صداقات أخرى، ويمكن أن تكون هذه الأسباب نفسية أو عاطفية، وتتضمن:

  • الغيرة والتنافس: فقد يشعر الفرد بالغيرة أو التنافس عند رؤية أصدقائه يقضون وقتا مع أشخاص آخرين، وقد يخشى أن يفقد مكانته أو أن يقل اهتمامهم به.
  • احتمال فقدان الانتماء: يخشى البعض من أن وجود صداقات إضافية يؤدي إلى فقدان الانتماء أو الشعور بالاهتمام، فهم يرغبون في الحفاظ على علاقات حصرية لتعزيز الشعور بعدم التباعد.
  • تجارب سابقة سلبية: إذا كان لديهم تجارب سابقة مع أصدقاء تركوهم لصالح أصدقاء آخرين، فقد يكون لديهم مخاوف تاريخية تجاه هذا النوع من العلاقات.
  • احتياج للتأكيد والثقة: قد يشير هذا السلوك إلى احتياج شخصي للتأكيد والثقة، فقد يشعر الشخص بأنه إذا كان لدى أصدقائه أصدقاء آخرون فهذا يعني أنهم قد لا يكونون كافين في الدعم والثقة.

وهذه مجموعة من النصائح لمساعدة الأشخاص الذين لديهم هذا الشعور، ومنها:

  • التواصل الفعال: فحاول أن تكون متفهما واستمع بعناية لفهم الأسباب والمشاعر التي يعانيها الشخص، فالتحدث بصدق وفتح قنوات التواصل يمكن أن يكون خطوة أولى مهمة.
  • تعزيز الثقة الذاتية: ساعد الشخص في تعزيز ثقته بنفسه، وذلك عبر تعزيز الإيجابيات والقدرات الشخصية التي يمتلكها، فقد يكون العمل على تحسين الصورة الذاتية ذو أهمية كبيرة.
  • تفعيل الاهتمامات الشخصية: قد يساعد التشجيع على اكتشاف وتطوير هوايات واهتمامات جديدة في تقديم مصدر للسعادة والتحفيز الشخصي.
  • تعزيز التفاهم حول العلاقات الاجتماعية: ويتم بواسطة جلسات الدعم النفسي أو الاستشارة العاطفية، فهي مفيدة لفهم أفضل لطبيعة العلاقات وكيفية التعامل مع التحديات الحالية.

وبدوره يقول المستشار الأسري الاجتماعي مفيد سرحان: بحكم العلاقات الاجتماعية وطبيعة الحاجات البشرية فإنه في كثير من الأحيان يكون للشخص مجموعة من الأصدقاء وليس صديقا واحدا، وعدد هؤلاء الأصدقاء يختلف من شخص لآخر.

ومن الضروري الوعي بأهمية الأصدقاء في حياة الإنسان والمحافظة عليهم، وهذا يتطلب احترام خصوصية الآخرين، وتفهم حق الصديق بأن يكون له صداقات أخرى وليس صديقا واحدا فقط، بل إن تعدد الصداقات يثري العلاقات، وعدم الشعور بأن من حقه “إحتكار” الصديق ومنعه من إقامة علاقات أخرى.

ويضيف: البعض لديه إعتقاد بأن الصديق “مُلك” لصديقه وليس من حقه إقامة علاقات مع غيره ويكره أن يكون لصديقه أصدقاء آخرين، وهذا فهم خاطئ وقاصر، وهو نوع من الغيرة غير الحميدة،وهي مؤذية للعلاقات الاجتماعية، بل وتدمر العلاقات بالآخرين.