قال مسؤولون في قطاع غزة إن إسرائيل شنت غارات جوية على ثلاثة مستشفيات على الأقل أو بالقرب منها اليوم الجمعة، مما يهدد النظام الصحي الذي يواجه صعوبات جمة بعد تدفق آلاف المصابين والنازحين الفلسطينيين عليه.

وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة لقناة الجزيرة الفضائية إن إسرائيل شنت غارات متزامنة على عدد من المستشفيات خلال الساعات الماضية.

وأضاف القدرة أن إسرائيل استهدفت باحة مستشفى الشفاء، وهو الأكبر في مدينة غزة، مما أدى لوقوع إصابات، لكنه لم يقدم تفاصيل. وقالت إسرائيل إن حماس تخفي مراكز قيادة وأنفاقا تحت مستشفى الشفاء، وهو ما تنفيه الحركة.

ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور على بيان القدرة الذي لم يتسن لرويترز التحقق من صحته بشكل مستقل.

وتشن إسرائيل حملة عسكرية منذ شهر للقضاء على حماس، في أعقاب الهجوم الذي شنه مسلحو الحركة في السابع من أكتوبر تشرين الأول على جنوب إسرائيل.

وجعلت الحملة الإسرائيلية مستشفيات غزة تواجه صعوبة في مواكبة أعداد الجرحى الذين يتدفقون عليها وسط نفاد الإمدادات الطبية والمياه النظيفة والوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن 18 من أصل 35 مستشفى في غزة و40 مرفقا صحيا آخر خارج الخدمة إما بسبب الأضرار الناجمة عن القصف أو نقص الوقود.

ونشرت وسائل إعلام فلسطينية اليوم الجمعة لقطات مصورة لمستشفى الشفاء قالت إنها تظهر آثار هجوم إسرائيلي على موقف للسيارات كان يحتمي به النازحون ويراقبه الصحفيون. ولم تتمكن رويترز من التحقق من صحة اللقطات على الفور.

وشوهدت بركة من الدماء بجوار جسد رجل يتم وضعه على نقالة.

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش على موقع التواصل الاجتماعي إكس “مع استمرار الضربات والقتال بالقرب من (مستشفى الشفاء)، نشعر بقلق بالغ إزاء سلامة آلاف المدنيين هناك، ومن بينهم الكثير من الأطفال، الذين يبحثون عن الرعاية الطبية والمأوى”.

وأفاد القدرة بأن مستشفى الرنتيسي للأطفال ومستشفى النصر للأطفال شهدا سلسلة من الهجمات والقصف المباشر اليوم الجمعة. وأضاف أن الغارات على أرض مستشفى الرنتيسي أدت إلى اشتعال النيران في سيارات ولكن تم إخمادها جزئيا.

وقالت وزارة الخارجية الإندونيسية اليوم الجمعة إن انفجارات وقعت بالقرب من المستشفى الإندونيسي خلال الليل، مما ألحق أضرارا بأجزاء من المستشفى الواقع في الطرف الشمالي من القطاع الساحلي الضيق. ولم تذكر الوزارة الجهة المسؤولة عن الانفجار، كما لم تعلن عن سقوط قتلى أو جرحى.

وقالت في بيان “إندونيسيا تدين مرة أخرى الهجمات الوحشية على المدنيين والأهداف المدنية، خاصة المنشآت الإنسانية في غزة”.

 

* واشنطن: إسرائيل وافقت على فترات هدنة

تقول إسرائيل إن 1400 شخص، معظمهم مدنيون، قتلوا وتم احتجاز نحو 240 رهينة في هجوم حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول. كما تقول إسرائيل إن 35 جنديا قتلوا في غزة.

وأعلن مسؤولون فلسطينيون أن أكثر من 10800 من سكان غزة قتلوا حتى أمس الخميس، نحو 40 بالمئة منهم أطفال، في غارات جوية وقصف مدفعي إسرائيلي. وتفاقمت الكارثة الإنسانية في القطاع مع نفاد الإمدادات الأساسية مثل الغذاء والماء، وأدى القصف إلى نزوح المدنيين من منازلهم.

وقال الجيش الإسرائيلي إن لديه أدلة على أن حماس تستخدم مستشفى الشفاء ومستشفيات أخرى مثل المستشفى الإندونيسي لإخفاء مراكز القيادة ونقاط الدخول إلى شبكة أنفاق واسعة تحت غزة. ويقول إنه لا يستهدف المدنيين، وإنه سمح لبعض المدنيين الفلسطينيين الجرحى بالعبور إلى مصر لتلقي العلاج.

لكن التقدم العسكري الإسرائيلي في وسط مدينة غزة، حيث أصبحت الدبابات على بعد 1.2 كيلومتر تقريبا من مستشفى الشفاء وفقا لروايات السكان، أثار تساؤلات حول كيفية تفسير إسرائيل للقوانين الدولية المتعلقة بحماية المراكز الطبية والنازحين الذين يحتمون بها.

وأثارت الضربات الجوية الإسرائيلية المميتة على مخيمات اللاجئين وقافلة طبية وبالقرب من المستشفيات بالفعل جدلا حادا بين بعض حلفاء إسرائيل في الغرب بشأن التزام جيشها بالقانون الدولي.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن في منشور على موقع إكس أمس الخميس إن إسرائيل “يقع على عاتقها التزام بالتفرقة بين الإرهابيين والمدنيين والامتثال الكامل للقانون الدولي”.

وقال البيت الأبيض أمس إن إسرائيل وافقت على وقف العمليات العسكرية مؤقتا في أجزاء من شمال غزة لمدة أربع ساعات يوميا، لكن لا توجد مؤشرات على توقف القتال.

وقال جون كيربي المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض إن فترات الهدنة، التي ستسمح للسكان بالفرار عبر ممرين إنسانيين ويمكن استخدامها لإطلاق سراح الرهائن، خطوة أولى مهمة.

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أشار إلى أن أي فترات هدنة ستكون متفرقة، ولم يصدر تأكيد رسمي بشأن خطة لتنفيذ هدنات متكررة.

وردا على سؤال عما إذا كان سيحدث “توقف” للقتال، قال نتنياهو لقناة فوكس نيوز “لا. القتال مستمر ضد العدو حماس، إرهابيو حماس، ولكن في مواقع محددة لفترة محددة تمتد بضع ساعات هنا أو بضع ساعات هناك، نريد تسهيل المرور الآمن للمدنيين بعيدا عن منطقة القتال ونفعل ذلك”.

وعلى الأرض في شمال غزة، لم ترد أنباء عن أي تراجع في القتال. وتحدث كل طرف عن إلحاق خسائر فادحة بالآخر في معارك عنيفة بالشوارع.