UTV – ذي قار – النجف – أربيل

في الناصرية وفي سوق هرج، أقدم أسواق المدينة، تتضح معالم الانعكاس السلبي لعمليات تذبذب سعر الصرف، والفروق الواسعة بين السعر الرسمي والسعر الموازي، على حركة الأسواق الشعبية.

في سوق هرج حيث البسطات المتنوعة، ما عادت أيام الجمع تمثل علامة لتنامي الحركة الشرائية في هذه الأسواق، إذ تتعاضد حرارة الأجواء مع غياب استقرار سعر الصرف، لتجعل من هذه السوق عرضة للكساد وعلامة للبطالة المقنعة للعاملين فيها.

يقول علي أبو سيف، صاحب بسطية، إن “الدولار تسبب بأذى لنا وللمواطن، كلما نشتري سلعة تباع لنا بسعر باهظ على اعتبار أنها مستوردة بالدولار، وشركات الصرافة لا تبيع بالسعر الرسمي لنتمكن من اقتناء الدولار”.

وبحسب الباعة، فإن حمى إنشاء المولات ومجمعات التسوق الحديثة بصورة واسعة، عمقت من جراح الأسواق الشعبية وحصرت عمليات التبضع فيها بالمواد المستعملة.

في النجف، تعاني السوق من عوامل كثيرة أثرت على حركتها التجارية منذ سنوات، آخرها تذبذب سعر صرف الدولار والذي أثر بشكل كبير على جميع الأعمال التجارية وحياة الناس بصورة عامة، وقبلها غلق المدينة القديمة وافتتاح الأسواق الحديثة والمولات في الأحياء والشوارع التجارية المنتشرة في عموم المحافظة.

يقول حيدر نوري أبو السبح، صاحب محل في سوق النجف الكبير، لـUTV إن “الدولار أثر علينا بشكل كبير بسبب تذبذبه وتذبذب الأسعار معه، كما أن المولات ألقت بظلالها على الأسواق الشعبية أيضا”.

السوق الكبيرة في النجف الأشرف أكثر من مركز تجاري، فهي معلم سياحي ومقصد لأبناء المدينة أيضا، حيث تضم الحرف القديمة والبضائع المناسبة لأصحاب الدخل المحدود وأشياء أخرى تتعلق بهوية المدينة واقتصادها.

أما في أربيل، وتحديدا سوق القيصرية، عامل داخلي وآخر خارجي يتحكمان بحركة ونشاط هذه السوق. الداخلي هو توزيع رواتب موظفي إقليم كردستان، والآخر هي المواسم السياحية والأعياد، إذ تبلغ الحركة الشرائية ذروتها في أقدم أسواق المدينة.

وكان لتذبذب سعر الصرف في الفترة الأخيرة دور في ارتفاع الأسعار، وإن كان بشكل طفيف.

ويقول سيف هاوكار، صاحب محل مكسرات وحلويات في سوق القيصرية، إن “وقت الأعياد والمناسبات تكون الحركة قوية وهذا موسمها، لكن الحر والدولار قللا الحركة بنسبة ما”.

وكشف تجار هذه السوق التي تعد الأقدم في كردستان، أن الشركات السياحية تصطحب السائحين في فصل الصيف إلى المولات والمراكز التجارية المغلقة والمكيفة.

وعلى الرغم من تأثير ذلك على نشاط السوق، فإن رواد الأسواق الشعبية لا ينقطعون تحت أي ظرف لتنوع البضائع ورخص أسعارها نسبيا.

تقرير: أحمد السعيدي – حسام الكعبي – مشرق المنصور