UTV – بغداد

لم تهدأ التحركات العسكرية الأميركية في المنطقة، ولم يتوقف الجدل حولها أيضا، فالشرق الأوسط يشهد أجواء ساخنة إثر ارتفاع درجات الحرارة والتأهب العسكري، وكأن الجميع ينتظر وقوع حدث ما.

لأول مرة بتاريخ وجوده العسكري في الخليج العربي، ناقش الجيش الأميركي بجدية وضع جنود أميركيين على متن السفن التجارية المدنية التي تمر عبر مضيق هرمز، والسبب بحسب أسوشييتد برس منع إيران من الاستيلاء على السفن المدنية ومضايقتها.

وفي الوقت الذي تخوض الولايات المتحدة فيه صراعا دبلوماسيا واقتصاديا مع الصين وروسيا في الشرق الأوسط وشرقي آسيا وهناك في القارة العجوز، تستعيد واشنطن مرحلة “حرب الناقلات” مع إيران التي بلغت ذروتها في حرب الخليج الأولى.

بالنسبة لجميع أطراف الصراع، فإن مرور 20 بالمئة من النفط الخام في العالم عبر مضيق هرمز، يغري باستعراض أدوات فرض القوى، ومن أجل هذا حرك الجيش الأميركي السفينة الهجومية البرمائية “يو إس إس باتان” وسفينة الإنزال “يو إس إس كارتر هول”، لتعزيز الأسطول الخامس وحماية المصالح الغربية في الخليج العربي.

وأعقب ذلك تحذير من الحرس الثوري الإيراني بإمكانية الرد بالمستوى نفسه في حال تعرضت المصالح الإيرانية لأي هجوم، بما في ذلك الاستيلاء على السفن الأميركية.

التحركات العسكرية في البحار تتزامن مع تحركات مثلها في السماء وعلى اليابسة، ففي الوقت الذي تسيّر فيه واشنطن قطاعاتها العسكرية على الحدود العراقية السورية، يبدأ سلاح الجو الإيراني مناورة كبيرة بأكثر من 90 طائرة مقاتلة وطائرة من دون طيار.

ويقول القائد العام للجيش الإيراني عبد الرحيم موسوي إن تلك الطائرات “ستحمي المثل المقدسة للثورة الإسلامية”، وأعقب حديث موسوي أيضا صفقة تبادل الأسرى والمليارات المجمدة.

العراق الذي تحيط به كل هذه الأحداث وتلك الجيوش، ليس معنيا بها كما تؤكد واشنطن وتنفي أن يكون هو القصد من ورائها، لكنه على الأقل ليس محايدا في هذه الأزمة.

فبعد أن انتشرت أسلحة مقاومة الطائرات على سطوح المنازل، قال رئيس الحكومة إن العراق ليس بحاجة إلى قوات أجنبية قتالية، وهو ما أكده على نحو يشبه الرد قائد عملية العزم الصلب في قيادة قوة المهام المشتركة في العراق وسوريا الجنرال ماثيو ماكفارلين.

وأضاف ماكفارلين في آخر إيجاز صحفي أن التواجد الأميركي في العراق غير قتالي وبدعوة من الحكومة، كما تحدث عمن سماها “الجهات الفاعلة الشائنة الأخرى” المتواجدة في المنطقة والتي تريد صرف انتباه قوات التحالف عن قتال داعش، في إشارة إلى روسيا وإيران.

تقرير: ميزر كمال