UTV – البصرة
بمجرد الحديث عن حقوق المسيحيين في جنوب العراق وتحديدا البصرة، لا يخفي أبناء الديانة الثانية بعد الإسلام معاناتهم جراء ما يصفونه بالغبن الذي يتعرضون له.
وخرجت الأبرشية الكلدانية عن صمتها وحذرت من زوال المسيحيين بسبب استمرار هجرتهم، في ظل سياسة المسكنات التي يمارسها أصحاب القرار عبر إطلاق الوعود فقط بإنصافهم.
وقال المطران حبيب النوفلي، راعي أبرشية البصرة والجنوب للكلدان، لـUTV إن “شعورا بالحزن يساورنا لوجود غبن بحق المسيحيين في هذه المدينة، ونحن نصغي للوعود، ودائما ما يقولون لنا أنتم ورود العراق وأنتم سكانه الأصليون، إلى أن لا سمح الله يغادر كل المسيحيين، وأيضا يبقون يرددون أنتم سكان العراق الأصليون لكنكم ساكنون خارج العراق”.
وتلخص الكنيسة في البصرة مطالبها بالحقوق الاقتصادية، حيث يواجه المسيحيون صعوبة في الحصول على وظائف تمكنهم من مجابهة مصاعب الحياة وغلائها، حتى في توزيع قطع الأراضي السكنية، فلم يشملوا بها على الرغم من أنهم نبت أصيل في العراق ويعود وجودهم إلى قرون ماضية.
ويقول الأب إرم صباح، من الكنيسة الكلدانية في البصرة، لـUTV إن “مسيحيي المحافظة يعانون من تهميش وقلة بالاهتمام وإعطاء الدرجات الوظيفية. هناك مئات الآلاف من الدرجات الوظيفية لكن المسيحي لا يشمل فيها. المسيحيون في البصرة كلهم نحو 300 عائلة، وتم توزيع مئات قطع الأراضي السكنية على الكل ولم يشمل فيها مسيحي واحد”.
وهذا ما جعل المسيحيين يشعرون أنهم مواطنون من الدرجة الثانية، بل وأصبح وجودهم على المحك وشكليا للتباهي به في المحافل الدولية لا أكثر، وأعلنوا رفضهم صراحة الانخراط في فصائل مسلحة وأحزاب سياسية من أجل نيل حقوقهم.
ويشير الأب صباح إلى أن “المطلوب من محافظ البصرة النظر إلى المسيحيين ووجودهم، فهو على المحك في البصرة، ويجب الإيفاء بالوعود التي وعدوا بها بها. نحن كمواطنين مسيحيين أصبحنا مجرد مزهرية في المدن أمام الواجهة الأوروبية والدولية”.
ويوجد في البصرة عدد من الطوائف المسيحية جل أتباعها تركوا المدينة وهاجروا خارج العراق، ومن بقي منهم لم يسقط من حساباته الرحيل، طالما لم تتوافر الطمأنينة والعيش الكريم في بلاده.
ويتطلع المسيحيون إلى أن تصدق الوعود الحكومية وتنفذ هذه المرة، ولا سيما المرتبطة منها بتحسين أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية، بهدف الحد من هجرتهم إلى خارج العراق.
تقرير: سعد قصي