قالت إخلاص عبد اللطيف نائبة مدير إدارة المتاحف في السودان إن قوات الدعم السريع سيطرت على المتحف القومي في الخرطوم، مما يثير مخاوف على سلامة القطع الأثرية المهمة، بما في ذلك المومياوات، وسط الحرب الدائرة.
وأفادت إخلاص عبد اللطيف بأن عناصر من قوات الدعم السريع، التي تخوض قتالا مع الجيش على السلطة منذ 7 أسابيع، دخلت المتحف أمس الجمعة، وحثت القوات على حماية تراث البلاد.
وأضافت أن العاملين بالمتحف ليسوا على علم بالوضع داخله، لأنهم توقفوا عن العمل هناك بعد اندلاع الصراع فجأة يوم 15 أبريل/نيسان الماضي، مما أجبر الشرطة التي تحرس المنشأة على الانسحاب.
ويقع مبنى المتحف على ضفة النيل وسط الخرطوم بالقرب من مبنى البنك المركزي في منطقة تشهد بعضا من أعنف معارك الصراع.
ومن بين آلاف القطع الأثرية -التي لا تقدر بثمن- مومياوات محنطة تعود إلى 2500 عام قبل الميلاد، مما يجعلها من بين أقدم القطع الأثرية في العالم وأكثرها أهمية.
من جهته، قال المدير السابق للمتحف القومي حاتم النور إن المبنى يحتوي أيضا على تماثيل وأوان فخارية وجداريات قديمة، وكذلك قطع أثرية تعود إلى فترات مختلفة بداية من العصر الحجري إلى العصرين المسيحي والإسلامي.
وقالت روكسان تريو -عضو بفريق آثار فرنسي كان يعمل في السودان- إن الفريق يتابع أوضاع المتحف عبر الأقمار الصناعية، وإنه رصد بالفعل علامات يحتمل أنها تشير إلى أضرار وقعت قبل أمس الجمعة، مع وجود علامات على اندلاع حريق. وأضافت “لا نعرف مدى الضرر في الداخل”.
ويعتبر المتحف القومي من أكبر المتاحف في السودان، حيث أسس أول مرة في كلية الآداب عام 1904. وافتتح في مقره الحالي بشارع النيل عام 1971، ويحتوي على مقتنيات أثرية من مختلف أنحاء السودان يمتد تاريخها إلى عصور ما قبل التاريخ وحتى فترة الممالك الإسلامية.
كما تشتمل الصالات الداخلية للمتحف على عديد من المقتنيات الحجرية، والجلدية، والبرونزية، والحديدية، والخشبية وغيرها في شكل منحوتات وآنية وأدوات زينة وصور جدارية وأسلحة وغيرها.
أما فناء المتحف وحديقته، فيحتويان على عديد من المعابد والمدافن والنصب التذكارية والتماثيل بأحجام مختلفة، والتي كان قد جرى إنقاذها قبل أن تغمر مياه السد العالي مناطق وادي حلفا شمالي السودان، وأعيد تركيبها حول حوض مائي يمثل نهر النيل حتى تبدو كأنها في موقعها الأصلي.