سُمي تيمنا بآلهة للربيع والخصوبة

كلمة “عيد الفصح” في الإنجليزية باسم “إيستر” أو (Easter) مأخوذة من الأنجلوسكسونية ومن إلهة الربيع والخصوبة الأنجلوسكسونية التي تُدعى “إيوستر” أو “يوستري”.

ومع ذلك، يشير موقع “هيستوري” (History) للمعلومات التاريخية إلى أنه لا يزال بعض العلماء يجادلون بأنه مأخوذ من اللاتينية لكلمة تعني الفجر.

ومع ذلك، أصبح عيد الفصح اليوم احتفالا دينيا يتم الاحتفال به وتقديره حول العالم في المجتمعات المسيحية، ولكن العديد من الاحتفالات والتقاليد الرئيسية المتعلقة به لها جذور وثنية في الحقيقة، خاصة الروابط مع الإلهة إيوستر التي تشير إلى الولادة الجديدة والصحوة التي ترتبط باحتفالات عيد الفصح الحديثة اليوم.

 

ارتباط البيض والأرنب بعيد الفصح

يعتبر أرنب عيد الفصح جزءاً أساسياً من احتفالات العديد من الناس بعيد الفصح، وقد بدأت فكرته أول الأمر كرمز للربيع والخصوبة في ألمانيا ما قبل المسيحية.

كما قيل إن أرنب عيد الفصح هو ممثل للإلهة “إيوستر”، حيث كان يضع أعشاشا من البيض الملون للأطفال في عيد الفصح يوم الأحد الأول من أبريل/نيسان.

أما بالنسبة لارتباط البيض الملون بعيد الفصح، واعتباره رمزا من رموز الاحتفال باليوم، فيعتقد أنه يعود إلى لعبة أطفال قديمة في القرون الوسطى حينما كان يعطي الكاهن الأساسي في الكنيسة جوقة أطفال الغناء بيضة مسلوقة.

وكان عليهم أن يمرروها لبعضهم البعض بشكل مستمر أثناء التدريب والغناء، إلى أن تضرب عقارب الساعة منتصف الليل. وبمجرد أن تصدر الساعة صوتا، كان على الطفل الذي يحمل البيضة أن يأكلها.

 

اليوم الأكثر مبيعاً للحلويات والسكاكر

في بعض السنوات بالولايات المتحدة الأمريكية، يتفوق عيد الفصح على الهالوين بالنسبة لكمية الحلوى المبيعة فيه، بحسب موقع “سي إن بي سي” للأخبار. صحيح أن عيد الهالوين قد يبدو كأنه عطلة مليئة بالحلوى؛ لارتباطه بنشاط الأطفال في هذا اليوم، لكن عيد الفصح يتفوق أحياناً.

 

بداية تقليد تبادل البيض الملون لعيد الفصح

يعرف فن رسم وتزيين البيض في عيد الفصح باسم “بيسانكا”. وفيه يرمز البيض ذو الألوان الزاهية إلى زهور الربيع والبدايات الجديدة المذكورة سابقاً.

ويُقال إن الملك إدوارد الأول، ملك إنجلترا، ربما يكون قد ساهم أيضاً في تقليد تزيين البيض للاحتفال بعيد الفصح. ففي القرن الثالث عشر، أمر إدوارد الأول بتلوين وتزيين 450 بيضة بورق الذهب. ووقتها تم تقديمها كهدايا عيد الفصح لبقية العائلة المالكة.

بينما يعود تاريخ تبادل البيض في عيد الفصح إلى تقاليد الربيع التي يُعتقد أنها تعود إلى المصريين والفرس والإغريق واليونانيين والرومان القدماء.

 

أقدم احتفال ديني في المعتقد المسيحي

يُعد عيد الفصح أحد أهم الأيام المقدسة المسيحية وأولها في التاريخ تقريباً، فهو يرمز إلى قيامة يسوع المسيح، وهي إحدى الدعائم الأساسية في المعتقدات التي بنيت عليها المسيحية، مما يجعل عيد الفصح أحد أهم التواريخ في التقويم.

وبحسب العهد الجديد فقد ألقت السلطات الرومانية القبض على يسوع بسبب ادعاءاته بأنه ابن الله. وحكم عليه بيلاطس البنطي بالإعدام وعُلق على الصليب لقتله، وفقاً لموسوعة “بريتانيكا” البريطانية.

بعد ثلاثة أيام، في إثنين الفصح، يعتقد المسيحيون أن المسيح عاد من الموت ليثبت أنه ابن الله الحي. عيد الفصح هو احتفال بحياة يسوع وموته والاعتقاد بأن من يتبعونه سيُكافأون بهبة الحياة الأبدية.

 

سبق أن تم حظر الاحتفال بعيدي الفصح والميلاد

في يونيو/حزيران عام 1647، أعلن البرلمان الإنجليزي رسميا حظر الاحتفال بعيد الفصح (وجميع الأيام المقدسة المسيحية الأخرى). وقد كان السبب الرئيسي وراء القانون هو إزالة جميع آثار الكاثوليكية الرومانية من إنجلترا.

كما تم حظر الاحتفال بعيد الميلاد أيضاً. وآنذاك، أصبحت مظاهر العبادة الوحيدة المسموح بها هي حضور القداس في الكنيسة يوم الأحد، وفقاً لدليل العبادة العامة.

وقد تبعت الولايات المتحدة الأمريكية بريطانيا في هذه القرارات، إلا أن الشارع العام لم يتقبل الحرمان المفاجئ من مناسباتهم التي توارثوها لأجيال طويلة.

إلى أن تم رفع قانون حظر الأيام المقدسة في عام 1681 في بوسطن بادئ الأمر، بسبب الاعتراض العام. بينما تم إلغاء القانون رسمياً، فقد استغرق الأمر وقتاً أطول قليلاً حتى يتم الاعتراف بعيد الميلاد وعيد الفصح والاحتفال بهما من قبل السكان المحليين ببريطانيا وأمريكا.

 

مناسبة يتغير موعدها كل عام

على الرغم من كون عيد الفصح احتفالا دينيا بحتا، فإنه قديما كان حدثا وثنيا منذ أوائل القرن العشرين. ويوافق عيد الفصح لعام 2023، يوم الأحد 9 أبريل/نيسان، وهو يتغير كل عام، لأنه يتبع التقويم القمري.

لكن عادة ما يصادف عيد الفصح يوم الأحد الأول بعد اكتمال القمر والذي يحدث غالبا في الحادي والعشرين من مارس/آذار أو بعده بقليل. ويقال إن هذا التاريخ يشير إلى بداية الربيع.