صوره في كل أركان المنزل كذكراه المعلقة على جدران القلب، بعضها صور قديمة ربما، لعل من أحدثها صورة عمر في زي التخرج.
لولا رصاص القمع، لاحتفل مع أقرانه بالتخرج من كلية الإعلام هذا العام. تضع أمه إحدى الصور مع ذكريات لا تهدأ تسوقها إليها مواقع التواصل الاجتماعي كلما ذكرت ثورة تشرين، إذ يعد عمر سعدون أحد أيقوناتها المهمة.
ثلاث مرت على فاجعة الزيتون وهدأت كثير من مرافقات الحدث، إلا لوعة الأمهات الثكالى ما زالت. ألم الفقدان لا يفارقهن، فما زلن يسألن لماذا قتل أبناؤهن بدم بارد.
إفلات الجناة من العقاب يفاقم أحزان عوائل الشهداء. فمرتبكو جريمة الزيتون ما زالوا طلقاء وإجراءات محاكمتهم يكتنفها الغموض والتسويف، بحسب ذوي الضحايا.
في الثامن والعشرين من تشرين الثاني 2019 وقعت مجزرة الزيتون مخلفة أكثر من 70 شهيدا ونحو 200 جريح، وفيما تعلن الحكومة المحلية في ذي قار للعام الثالث هذا اليوم عطلة رسمية، تستذكر فعاليات شعبية وحراك تشرين سنويا ذكرى هذه الفاجعة.