UTV-بغداد

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” (The New York Times) الأميركية مقالا مطولا للصحفي كندي الأصل وكاتب الرأي ديفيد بروكس يرى فيه نهاية العولمة وبدء الحروب الثقافية العالمية، ويعرض فيه الصعوبات التي تواجه قيم الديمقراطية والليبرالية، ومع ذلك يؤكد علوّ هذه القيم عما عداها.

يقول الكاتب إنه ينتمي لجيل محظوظ، بدا فيه العالم كأنه يجتمع معًا قبل ربع قرن حيث انتهى الصراع الكبير في الحرب الباردة بين الشيوعية والرأسمالية، وكانت الديمقراطية لا تزال تنتشر، وأصبحت الدول أكثر ترابطا اقتصاديا والإنترنت جاهزًا لتعزيز الاتصالات، وبدا الأمر كما لو كان هناك تقاربا عالميا حول مجموعة من القيم العالمية؛ الحرية والمساواة والكرامة الشخصية والتعددية وحقوق الإنسان.

وسميت عملية التقارب هذه بالعولمة. لقد كانت أولا عملية اقتصادية وتكنولوجية تتعلق بتنمية التجارة والاستثمار بين الدول وانتشار التقنيات، لكن العولمة كانت أيضًا عملية سياسية واجتماعية وأخلاقية.

يقول الكاتب: “بعد الحرب الباردة، سيطرت القيم الغربية على العالم من خلال أفلامنا وموسيقانا ومحادثاتنا السياسية ووسائل التواصل الاجتماعي. كانت إحدى نظريات العولمة هي أن الثقافة العالمية ستتقارب بشكل أساسي حول هذه القيم الليبرالية”.

وينقل الكاتب عن مقال في بلومبيرغ جاء فيه أن “الجغرافيا السياسية تتحرك بشكل نهائي ضد العولمة، نحو عالم تهيمن عليه مجموعتان أو 3 كتل تجارية كبرى. هذا السياق الأوسع -خاصة غزو أوكرانيا- يدفن معظم الافتراضات الأساسية التي ركزت على تفكير الأعمال التجارية حول العالم على مدار 40 عاما الماضية”.

ويقول: “ويمارس المستبدون حاليا مثل بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ سياسة الاستياء على نطاق عالمي، إنهم يعاملون الغرب الجماعي كنخب عالمية ويعلنون تمردهم المفتوح ضده، ويروي بوتين قصص الإذلال؛ أي ما يفترض أن الغرب فعله لروسيا في التسعينيات، ويعد بالعودة إلى الاستثنائية الروسية والمجد الروسي، وستستعيد روسيا دورها البطولي في تاريخ العالم”.