UTV - ديالى

محلة المنجرة إحدى أقدم محلات مدينة بعقوبة، مركز محافظة ديالى، تم انشاؤها في القرن الـ18 بمحاذاة نهر خريسان، ثم تم اختيارها لتكون مركزاً للحكم.
يقف اقدم مبنى في المنجرة شاهداً على حقب تاريخية مختلفة، حيث لا يزال مبنى السراي الحكومي الذي كان مبنى للسلطة العثمانية، وبعدها البريطانية مطلع القرن الماضي، ثم تحول بعد ذلك الى مبنى للواء ديالى، فيما اصبح لاحقاً وحتى الآن مقرا لنقابات ومنظمات مجتمعية.
تضم محلة “المنجرة” دار القضاء ومديرية التربية ودائرة البريد، فضلاً عن “جوامير”، وهو أول فندق في المدينة، فيما شهدت المحلة الاثرية لأهميتها زيارات متكررة لملوك العراق وزعمائه.
يقول نبيل مناتي الكاتب والباحث التاريخي لـمراسل UTV، إن “المحلة شهدت في عام 1931 زيارة الملك فيصل الاول والوصي عبدالاله ونوري السعيد، ثم الملك فيصل الثاني وكثير من الشخصيات الاخرى”، مشيراً إلى أن “المنجرة كانت مقراً حكومياً مهماً لذلك فكان من الضروري على تلك الشخصيات زيارتها عند المرور ببعقوبة”.

ويعتبر أهالي بعقوبة محلة “المنجرة” رمزاً للتنوع الديني والثقافي، فقد سكنها عراقيون من مختلف القوميات والأديان، وتوزعوا على حاراتها المختلفة، كحارة التوراة مثلاً، والتي كانت تسكنها عوائل يهودية.

يتحدث المؤرخ عبد الكريم الكشفي عن ذلك، لـUTV، قائلاً “العوائل اليهودية اللي سكنت المنجرة كانت بحدود 10 عوائل الى جانب نحو 15 عائلة من الصابئة المندائيين، ناهيك عن العوائل المسيحية والمسلمة الاخرى الموجودة في هذه المنطقة”.

يذكر أن محلة “المنجرة” شهدت الكثير من الانشطة الثقافية والادبية، كعرض مسرحيات عربية، وتصوير أفلام وأعمال درامية مختلفة خلال القرن الماضي.
وعلى الرغم من ثرائها التاريخي فإن “المنجرة” تعاني اليوم إهمالا كبيراً، وسط دعوات مستمرة لتأهيلها، والحفاظ على واحد من أهم معالم مدينة بعقوبة.

المراسل: علي العنبگي