قال وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور حسن ناظم: إنَّ مستقبل الثقافة واعدٌ في العراق والسعودية، وأنَّ العلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين تشجعنا على المزيد من التواصل، وسيكون العراق ضيف شرف في معرض الكتاب القادم في الرياض.
جاء ذلك خلال ندوة افتراضية أقامتها الجمعية الفلسفية السعودية في الرياض ضيَّفت فيها الدكتور حسن ناظم بعنوان (مقابسات مع الدكتور حسن ناظم)
وقد حاوره الدكتور عبد الله المطيري، والأستاذ شايع الوقيان.
وقدم الدكتور حسن ناظم في بدء الندوة ملخصاً للمرحلة الأولى من حياته في مدينة الكوفة والنجف التي ينشأ فيها المرء وهو ينهل من ثلاثة مصادر هي :القرآن الكريم، ونهج البلاغة للإمام علي، وشعر الجواهري ما يعني تأثره بخطين : الخط الديني والخط الثقافي والأدبي.
أما المرحلة الثانية فهي المرحلة الجامعية في كلية الآداب ببغداد، وتأثره بأساتذة جلهم من خريجي جامعات لندن وباريس و القاهرة.
وبيَّن شغف جيله بالمنهجيات الشكلانية التي يرى في تبنيها في ذلك الوقت تجنباً لمساءلة السلطة، فالبعد السياسي غير غائب عن الكتابة بها حتى لنقاد كبار عُرفوا بتوجههم اليساري.
وعن سبب ترجمته لكتاب (التأويلية) للفيلسوف غادامير قال : لقد وجدنا فقراً مريعاً لوجود التأويلية في حياتنا الثقافية مما ينعكس على صياغة العقل العربي، وقد اضطررنا إلى ترجمة الكتاب من الإنكليزية برغم أنَّه مكتوب باللغة الألمانية.
وبشأن رأيه بالترجمة أشار إلى أنَّ النص المُترجَم يصبح نص المُترجِم وهو مسؤول عنه، وأنَّ المُترجِم ليس هو من يتقن اللغة وإنما هو مَنْ يعرف الحقل الذي يترجم له معرفةً دقيقةً.
وعن سبب غياب المفكرين في العراق قياساً بالشعراء أشار إلى وجود قطيعة بين جيل الأساتذة الذين عاصرهم، والذين من جاء بعدهم فحدث انقطاع النسل الفكري الذي يؤمّن استدامة مفكرين وباحثين منوهاً إلى أنَّ العراق لم ينجب إلا مفكراً واحداً هو الدكتور علي الوردي وهو عالم اجتماع لكن كتابته أبعد من ذلك وهو مفكر حقيقي، وكذلك أشار إلى أهمية الشهيد محمد باقر الصدر ووصفه بأنه طراز فريد لا مثيل له،
وعبقري، وذكاء متوقد، وشكل استثناءً ملحوظاً في تآليفه ومرجعيته وتلاميذه الكثر ونشاطه السياسي، وأنجز ما يدعو للإعجاب والدهشة خاصة في دخوله في التفلسف وتبنيه للفلسفة الإسلامية ودحضه للفلسفات الأخرى مع أنَّ عمره لم يتجاوز الخامسة والأربعين .
وبشأن عمله في وزارة الثقافة والسياحة والآثار أشار إلى الظروف الصعبة التي استوزر فيها الوزارة من تحديات اقتصادية وسياسية وظروف جائحة كورونا إلا أن ذلك لم يمنعه من تطبيق رؤيته في العمل المستمر لتأسيس الوعي في بناء الدولة لاسيما وأنَّ العراقيين يعيشون حالياً أفضل حقبة في الترابط الاجتماعي بعد ما عانوه من ويلات وحروب.

الكلمات الدلالية