UTV – المثنى

يشاهد من يتجول في شارع المحور التجاري في السماوة، التباين الحاد في ألوان المباني، واحد مطلي بالأحمر يجاوره آخر بالأزرق والأصفر، في تلوث بصري صارخ.

ولعل الانسجام العمراني الوحيد يظهر في واجهة المدينة، ومنها الكورنيش، حيث تتسق الارتفاعات والألوان.

ويقول قابل حمود مدير تخطيط المثنى لـUTV إن “ظاهرة التشوه البصري في مدننا أصبحت مستحكمة بسبب عدم اعتماد اللوائح والقوانين المعمارية والقوانين البلدية”.

ويوضح حمود أن “هذه التشوهات ظهرت بشكل ارتفاعات غير متناسقة في البنايات وألوان غير منسجمة وأيضا بنايات غير منتظمة”.

وتنص اللوائح العمرانية في العراق على أن البنايات المتقاربة يجب أن تكون بارتفاعات وألوان موحدة، أما في أحياء السماوة فمن الشائع رؤية بناية بسبعة طوابق يجاورها بيت أو مركز تسوق بطابق أو اثنين.

ويقول حمود “للحفاظ على المشهد الحضري لهذه المدن يفترض على المؤسسات البلدية تطبيق القوانين بشكل واضح وصريح، وأيضا التنسيق مع المؤسسات العلمية الجامعية والمؤسسات التخطيطية والمؤسسات التنموية لكي تظهر هذه المدن بشكل أفضل وتتطور بشكل منتظم ومنسجم”.

ومنذ نحو عقدين من الزمن، يشهد العراق تراجعا في العمران والذوق العام انعكس من خلال تغطية واجهات مبان معروفة بالألمنيوم و”الكوبوند الملون” ما حجب تصاميم جميلة وفريدة لمعماريين ومهندسين شغلوا مواقع مهمة في شركات متخصصة.

ويقول علي مسلم، مدير التخطيط العمراني في المثنى، لـUTV إن “مديريتنا تعتمد القوانين والتعليمات والأنظمة في هذا الشأن، والتشوهات الموجودة ناتجة عن تجاوزات المواطنين وليس للمديرية دخلا فيها”.

ويوصي متخصصون بتنفيذ تعليمات صارمة تمنع الاجتهاد العبثي في تغيير أشكال المباني وألوانها مقابل الاتفاق على هوية معمارية تواكب الحداثة وتتصل بالتراث العراقي الغني.

المراسل: خليل بركات