قال مصطفى الكاظمي رئيس مجلس الوزراء، إن العراق أنفق 80 مليار دولار على الكهرباء منذ عام 2003 من دون حل مشكلتها بشكل جذري، فيما أعلن اعتقال متهمين بالفساد في وزارة الكهرباء.
وقال الكاظمي خلال زيارة أجراها، اليوم السبت، إلى وزارة الكهرباء، إن “الإرهابيين وداعميهم يواصلون محاولتهم إعاقة الحياة في العراق، فبعد أن عجزوا عن المواجهة مع قواتنا المسلحة البطلة، ها هم يستهدفون محطات وأبراج الطاقة الكهربائية بشكل متواصل”.
وأضاف الكاظمي، بحسب بيان لمكتبه الإعلامي، أن “هناك قوى واهمة، تعمل على أن لا يصل العراق إلى الاكتفاء الذاتي في الطاقة والغاز، وتحاول إعاقة هذه الجهود بكل وسيلة”، لافتا إلى أن “عملنا على قطاع الطاقة وتطويره لن يتوقف، ونعمل على خطة استراتيجية نؤسس لها وفق دراسات واقعية لإدامة الكهرباء كخدمة مستمرة للمواطنين”.
وأوضح الكاظمي أن “حلولنا في قطاع الطاقة الكهربائية تستند إلى تنويع مصادر الطاقة وتحقيق الاكتفاء من الوقود الغازي أو غيره لتشغيل محطات التوليد”، مبينا أنه “منذ بداية تسلمنا مهامنا قلنا إن الأفعال الحقيقية والملموسة هي ما سيشاهدها ويتلمسها المواطن، الذي اكتفى من الأقوال والكلام على مدى سنوات”.
وأشار إلى أن “الاستهدافات المستمرة لقطاع الكهرباء تحاول أن تمنع استقرار المنظومة الكهربائية، خاصة بعد أن افتتحنا محطتين حديثتين ومهمتين في ذي قار وصلاح الدين”، مضيفا “لا توجد حلول سريعة لمشكلة الكهرباء، لكننا نضع الحلول والإجراءات بأسرع أداء ممكن، ونستنهض كل طاقات قطاعي الإنتاج والتوزيع لأجل وضع الحلول، وأن يلمس المواطن نتائج إيجابية”.
وقال إن “العراق سبق أن أنفق ما يقرب من 80 مليار دولار على قطاع الكهرباء منذ عام 2003، لكن الفساد كان عقبة قوية أمام توفير الطاقة للناس بشكل مستقر، وهو إنفاق غير معقول دون أن يصل الى حل المشكلة من جذورها”.
وتابع الكاظمي أن “من يحاول أن يحمّل الحكومة الحالية مسؤولية الخراب، عليه بمراجعة نفسه وذاكرته، فالخراب والفساد كانا متلازمين في جميع القطاعات، وقطاع الطاقة كان هو الأبرز بينها”، لافتا إلى صدور توجيهات لوزارتي النفط والمالية “بتقديم الدعم المطلق لوزارة الكهرباء من أجل ديمومة توفير الطاقة للشعب العراقي”.
وبيّن أن “خلية الأزمة ستتابع وتتصرف بأسرع رد فعل إزاء أي خروقات تستهدف أبراج نقل الطاقة الكهربائية”، مؤكدا أن “لا فائدة من الحلول الترقيعية المؤقتة التي ندفع ثمنها مرتين، والأهم هو عمل هذه الحكومة على وضع الحلول الجذرية والعلمية والصحيحة لمشكلات قطاع الطاقة في العراق، بخطط قصيرة الأمد، وأخرى متوسطة، بالإضافة إلى الخطط طويلة الأمد”.
واعتبر أن “من أساء إلى قطاع الطاقة عبر الفساد أو الإهمال، أو المساومة السياسية وعلى مدى سنوات، فإن فعله لا يختلف عما يفعله الإرهاب اليوم باستهداف خطوط نقل الطاقة”، مبينا أن “التحقيقات مستمرة لملاحقة صغار وكبار المفسدين في قطاع الكهرباء، وهؤلاء مثلوا يدا آثمة ساعدت الإرهاب وخدمت أهدافه”.
وشدد الكاظمي على ضرورة “أن لا يتحول قطاع الكهرباء مادة للصراعين السياسي والانتخابي، فالمواطن عانى بما فيه الكفاية من هذه الصراعات ونعمل بكل الجهود لتوفير الطاقة الكهربائية للمواطنين”، موضحا أن “التحقيقات مستمرة في مواطن الفساد ضمن عمل وزارة الكهرباء، وألقينا القبض بالفعل على عدد ممن صدرت بحقهم مذكرات قضائية إثر هذه التحقيقات”.