UTV - بابل

بحثت القوات البريطانية المتمركزة في لواء الحلة، عام 1917، عن مكان لبناء مستشفى للمدينة للحد من انتشار وباء الطاعون والكوليرا.

وقعت أنظار الميجر “بولي” قائد القوات في الحلة على خان لخزن الحبوب يعود إلى عائلة حسين الخواجة في محلة المهدية فاستأجره وحوله الى مستشفى عسكري للجنود البريطانيين والهنود، ليتحول فيما بعد إلى أول مستشفى للمدينة، عام 1918، عرف باسم “الخستخانة”.

كان الطبيب العسكري “كامبيل بيك” يدير الخستخانة كأول طبيب في المستشفى، بعدها تسلم إدارتها الطبيب العسكري “سندرسن باشا” مع كادر هندي عراقي، ليكون الباشا أول رئيس للصحة في الحلة، ويصبح بعدها طبيباً خاصاً للعائلة المالكة في العراق.

تم نقل الخستخانة بعد سنوات عديدة إلى مكان آخر وسط مدينة الحلة، لتتحول اليوم الى مجمع لعيادات الأطباء.

يقول صالح السعيد، باحث ومؤرخ لتراث الحلة، لمراسل UTV، إنه “بعد حقبة <<كامبل>>، جاء الدكتور <<سندرسن باشا>>، وهو ايضا طبيب عسكري”. مبيناً أن “المستشفى بقيت تعمل 4 سنوات ثم انتقلت الى مقابل حديقة النساء حالياً في بستان آل مهاوش، ثم تحولت قبل فترة قصيرة لبناية للاطباء وكانت تسمى مستشفى الرمد”.

يسعى متحف الحلة المعاصر، وهو الجهة الحكومية المعنية بحفظ تراث المدينة، لاستملاك الأبنية التراثية، ومنها الخستخانة، إلا أن الحكومة الاتحادية لم تخصص الأموال اللازمة لشراء هذه الأبنية، ما جعلها مهملة من دون أي صيانة حكومية تذكر.

من جانبها، تدعو إدارة متحف الحلة، السلطات المحلية والمركزية، الى التحرك من أجل استملاك العقارات التراثية وتحويلها الى متاحف.

ويتحدث علي عبد الجليل، مدير متحف الحلة، لـUTV، قائلاً “على الحكومة في محافظة بابل ووزارة الثقافة المسؤولية الكبرى في استملاك تلك الأبنية والحفاظ عليها وتأكيد حضورها من خلال تغير وظيفتها الى متاحف او منتديات”.

وكانت الخستخانة استمرت بتقديم الخدمات الطبية لأهالي الحلة، لمدة 10 سنوات.

ومن أبرز العاملين فيها، الطبيب “منكرنس سند” الهندي الأصل والطبيب الهندي “امنغال سنغ”، فضلاً عن أطباء عراقيين، منهم “شاكر السويدي”، و”عبدالله البرصوم” و”يوسف الآلوسي”.

يذكر أن بناية الخستخانة تمتاز بطابوقها “الحصيري” المأخوذ من المدينة الأثرية، بحسب مؤرخين، يوم كانت تجارة هذا النوع من الطابوق سائدة في الحلة، بالاضافة الى طرازها المعماري ذي الأواوين المتعددة، وهو ما أتاح لها أن تصمد أمام التغييرات المناخية على مدار السنوات الماضية.