حافظت الفنانة لطيفة على حضورها المتفرد في الساحة الغنائية العربية، من خلال صوتها الذي يجمع بين الشجن والقوة، وخياراتها الفنية التي تمزج بين التراث والتجديد. وفي أحدث محطاتها الفنية، أطلقت ألبومها الجديد “قلبي ارتاح”، مؤكدة أنه يمثل نقلة نوعية وتجربة مكتملة تعبّر عن نضج فني وشعوري.

وفي تصريحات إعلامية لها، أكدت لطيفة أن الألبوم الجديد لم يكن مجرد عمل غنائي، بل تعبير صادق عن مرحلة داخلية مرت بها، مضيفة: “العنوان لم يكن اختيارًا عشوائيًا، بل شعورًا حقيقيًا.. حين أنهيت تسجيل الأغنيات شعرت فعلًا أن قلبي ارتاح“.

تجربة شخصية ومشاعر متنوعة

أشارت لطيفة إلى أن الألبوم يعد أكثر أعمالها قربًا منها، حيث شاركت في اختيار الكلمات والألحان والتوزيع، مؤكدة أن كل أغنية فيه نابعة من تجربة شعورية خاصة، منها ما كُتب في لحظات ألم، وأخرى في لحظات حنين، إضافة إلى بعض الأغنيات التي تعكس الفرح العميق.

وشددت على أن عودتها بألبوم كامل بعد فترة غياب جاءت من شعورها بأن لديها الكثير لتقوله، موضحة أنها تعمدت طرح الأغنيات بشكل متتابع لتمنح كل عمل حقه في الوصول للجمهور، بعيدًا عن زحام الإصدارات السريعة.

تقنيات حديثة وتجربة صوتية ثلاثية الأبعاد

ولفتت لطيفة إلى أن الألبوم يشهد استخدام تقنيات صوتية حديثة لأول مرة في ألبوم عربي، تمنح المستمع تجربة “ثلاثية الأبعاد” تشعره بأنه وسط الفرقة الموسيقية، مشيرة إلى أن كل جملة موسيقية استُخدمت بعناية لتصل بأدق تفاصيلها.

“ماعدتش فارق”.. لحظة خاصة

وعن أقرب الأغنيات إلى قلبها، قالت لطيفة إن اختيار واحدة فقط صعب، لكن أغنية “ماعدتش فارق” تحتل مكانة خاصة، لأنها كُتبت في لحظة صمت بعد فقد. كما تحمل أغنية “في حد” صدقًا مؤلمًا يعكس ما عاشته خلال فترة التحضير.

تعاونات متنوعة ورسائل وفاء

يتضمن الألبوم تعاونات مع أسماء من أجيال مختلفة، من بينهم الشعراء حسام سعيد، مصطفى حدوتة، إسلام الجريني، والملحن مصطفى الشعيبي، إضافة إلى لحن قديم من كاظم الساهر أعيد توزيعه، ووزع الألبوم كل من زيزو فاروق ومحمد ياسر، وتولى ياسر أنور الهندسة الصوتية.

وتحدثت لطيفة عن تجربة شخصية صعبة خلال التحضير للألبوم، بعد فقدان شقيقها، حيث توقفت عن التسجيل لفترة، لكنها عادت لإتمام العمل بدافع الوفاء، وهو ما أضفى صدقًا عاطفيًا على بعض الأغنيات.

تغيير الأداء الفني وتقدير الجمهور الواعي

كشفت لطيفة عن تغيير متعمد في طريقة أدائها بالألبوم الجديد، حيث اختارت أسلوبًا أكثر هدوءًا وصدقًا في التعبير، مؤكدة أنها لم تكن تغني بصوتها فقط، بل بكامل إحساسها وتجربتها، لتترك المجال للكلمة واللحن بأن يقودا المشهد.

واختتمت لطيفة حديثها برسالة لجمهورها، قائلة:
“هذا الألبوم هدية من قلبي، خرج من أماكن عميقة في روحي، وأتمنى أن تجدوا أنفسكم في بعض سطوره، كما وجدت نفسي بين نغماته”، مشيرة إلى أنها شعرت بحب الجمهور وتقديره منذ اللحظة الأولى لإطلاق أولى أغنيات الألبوم.