UTV

في الساعة 2:20 من فجر الإثنين، دوت صفارات الإنذار قرب مطار أربيل، ثم لمعت السماء بانفجار صامت لطائرة مسيرة محملة بالمتفجرات، سقطت المسيرة قبل أن تبلغ هدفها، لم تقع خسائر، ولم تعلن جهة مسؤوليتها، ولم تصمت أجهزة الأمن.

«تم التصدي بنجاح» قال بيان رسمي صادر عن جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان، الهجوم الذي لم يخلف خسائر خلف سؤالا أكثر حيرة، من يهاجم أربيل، ولماذا الآن؟

هي ليست ضربة معزولة، بل هجوم ثان خلال أقل من أسبوعين على نفس الموقع، قرب القنصلية الأميركية التي تحولت إلى نقطة استشعار مبكر لكل ما يحوم فوق الإقليم، قبل ذلك، كانت كركوك، وبيجي، والسليمانية على القائمة، قذائف ومسيرات تنفجر قبل أن تشاهد.

ما يجري لا يبدو كرسالة تحذيرية، بل سلسلة عمليات متواصلة تحمل نفس البصمة ونفس الاتجاه، السلطات في أربيل تصفها بالمنظمة، وتؤكد أن كثيرا منها ينطلق من مناطق حدودية في كركوك ونينوى، وهي مناطق خارج سيطرة الإقليم وتخضع لنفوذ جماعات تتصرف خارج قرار الدولة.

وفي ظل التساؤل المتكرر عمن المستفيد، لا توجد اتهامات مباشرة، لكن كل الأصابع تتجه إلى جماعات مقربة من إيران، ضمن محور يسعى لتقويض النفوذ الأميركي، فمطار أربيل ليس مجرد نقطة مدنية، بل يضم جزءا من تمركز قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وهذه القاعدة وإن كانت رمزية، تبقى هدفا لخصوم واشنطن في المنطقة.

الحكومة العراقية من جهتها لا تتبنى هذا التفسير، بل تصر على استمرار التحقيق، وتطلب عدم استباق النتائج، لكن النتائج لا تأتي، والهجمات لا تتوقف.

وفي مقابل التصعيد، هناك إرباك حول تعليق الرحلات الجوية إلى العراق وإقليم كردستان، سارع مطار أربيل إلى نفي هذه الأخبار، ووصفها بالشائعات العارية عن الصحة، فالسماء ما زالت مفتوحة، للطائرات المدنية وغير المدنية.

أربيل اليوم تدافع عن نفسها بمنظومة “C-RAM” الأميركية، تلتقط الطائرات وتسقطها، لكن لا تمنعها من القدوم، والقدوم نفسه بات يشكل رسالة، فكل مسيرة تنجو من الرادارات وتصل إلى تخوم المطار، تعني شيئا واحدا، أن السماء مخترقة، وأن الجهات التي تتحكم بالطائرات تتحكم أيضا بالإيقاع الأمني في البلاد.

تقرير: عدنان الدرويش