وظفت شركة غوغل، التابعة لألفابت، عددًا من الموظفين الرئيسيين في شركة ويندسيرف (Windsurf) الناشئة المتخصصة في توليد الأكواد باستخدام الذكاء الاصطناعي، في خطوة مفاجئة عقب محاولة منافستها “OpenAI” الاستحواذ على الشركة الناشئة.

وقال مصدر مطلع على الصفقة، لرويترز، إن “غوغل” ستدفع 2.4 مليار دولار كرسوم ترخيص بموجب الصفقة لاستخدام بعض تقنيات “ويندسيرف” بشروط غير حصرية، مضيفًا أن “غوغل” لن تحصل على أي حصة في الشركة الناشئة.

وسينضم فارون موهان، الرئيس التنفيذي لـ”ويندسيرف”، والمؤسس المشارك دوغلاس تشين، وبعض أعضاء فريق البحث والتطوير في أداة البرمجة، إلى قسم الذكاء الاصطناعي “ديب مايند” التابع لغوغل.

وكانت مصادر مطلعة قالت، لرويترز في يونيو الماضي، إن الصفقة جاءت بعد أشهر من المناقشات التي أجرتها “ويندسيرف” مع “OpenAI” لبيع نفسها في صفقة قد تصل قيمتها إلى 3 مليارات دولار، مما يسلط الضوء على الاهتمام بمجال توليد الأكواد البرمجية الذي برز كواحد من أسرع تطبيقات الذكاء الاصطناعي نموًا.

وسيركز فريق “ويندسيرف” السابق على مبادرات البرمجة القائمة على وكلاء الذكاء الاصطناعي في “ديب مايند”، وسيعمل بشكل رئيسي على مشروع “Gemini”.

ويمثل هيكل الصفقة غير المعتاد مكسبًا لمستثمري “ويندسيرف”، التي جمعت 243 مليون دولار من مستثمرين، بما في ذلك “Kleiner Perkins” و”Greenoaks” و”General Catalyst”، وقُدرت قيمتها آخر مرة بـ 1.25 مليار دولار قبل عام، وفقًا لشركة البيانات “بيتش بوك”.

وقالت مصادر إن مستثمري “ويندسيرف” سيحصلون على سيولة مالية من خلال رسوم الترخيص، وسيحتفظون بحصصهم في الشركة.

صفقات التوظيف بالاستحواذ

تحاكي هذه الخطوة المفاجئة من “غوغل” صفقتها في أغسطس 2024، حيث عينت موظفين رئيسيين من شركة “Character.AI” المتخصصة في روبوتات الدردشة.

وبالمثل، سارعت شركات التكنولوجيا الكبرى، بما في ذلك “مايكروسوفت” و”أمازون” و”ميتا”، إلى ما يُسمى بصفقات “التوظيف بالاستحواذ”، والتي انتقدها البعض باعتبارها محاولةً للتهرب من التدقيق التنظيمي.

وصفقات التوظيف بالاستحواذ (acquihire) هي صفقات تقوم من خلالها شركة بالاستحواذ أو الاستثمار في شركة أخرى أصغر للحصول على موظفيها وليس منتجاتها أو خدماتها، وتُستخدم هذه العملية للوصول السريع إلى فريق ماهر أو مجموعة مواهب يمكنها المساهمة في نمو الشركة المستحوذة.

وأبرمت “مايكروسوفت” صفقة بقيمة 650 مليون دولار مع شركة “Inflection AI” في مارس 2024، لاستخدام نماذج شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة وتوظيف فريقها، بينما وظفت “أمازون” المؤسسين المشاركين لشركة “Adept” للذكاء الاصطناعي وبعضًا من فريقها في يونيو الماضي.

واستحوذت “ميتا” على حصة 49% في “Scale AI” في يونيو، في أكبر اختبار حتى الآن لهذا الشكل المتزايد من الشراكات التجارية.

وعلى عكس عمليات الاستحواذ العادية التي من شأنها أن تمنح المشتري حصة مسيطرة، لا تتطلب هذه الصفقات مراجعة من قبل هيئات مكافحة الاحتكار الأميركية. ومع ذلك، يُمكنها التدقيق في الصفقة إذا رأت أنها مُهيكلة لتجنب تلك المتطلبات أو الإضرار بالمنافسة. ومنذ ذلك الحين، أصبحت العديد من الصفقات محل تحقيقات تنظيمية.

ويأتي هذا التطور في الوقت الذي تتسابق فيه شركات التكنولوجيا العملاقة، بما في ذلك “ألفابت” و”ميتا”، بشكل محموم لإبرام صفقات بارزة وتقديم رواتب بملايين الدولارات لجذب أفضل المواهب في سباق قيادة الموجة التالية من تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وسيبقى غالبية موظفي “ويندسيرف”، البالغ عددهم حوالي 250 موظفًا، في الشركة، التي أعلنت عن خطط لإعطاء الأولوية للابتكار لعملائها من الشركات.