يسعى بائعو الأحذية والحرفيون الهنود إلى الاستفادة من حالة اعتزاز بتراثهم تصاعدت بعد فضيحة “صندل برادا” لزيادة مبيعات نعال تقليدية يعود تاريخها إلى القرن الثاني عشر، مما يحيي الآمال في إنقاذ حرفة تواجه تحديات.

خلال الأيام الماضية، ارتفعت مبيعات صندل “كولهابوري” الذي حظي باهتمام عالمي بعد أن أثارت برادا جدلا واسعا بعرضها تصاميم مماثلة له في ميلانو، دون أن تنسب في البداية تصميم الحذاء إلى التراث الهندي.

وأثارت الصور المتداولة من عرض الأزياء انتقادات من الحرفيين الهنود الذين يصنعون الصنادل التي سميت على اسم مدينة عريقة في ولاية ماهاراشترا، وبعدها اضطرت برادا إلى الاعتراف بأن حذاءها الجديد المفتوح من الأمام مستوحى من التصاميم الهندية القديمة.

وقال راهول باراسو كامبل (33 عاما) “رأيت الجدل وسيلة للترويج لكولهابوري”.

وأضاف كامبل أن مبيعات الصنادل التي يجلبها من الحرفيين المحليين وصلت إلى 50 ألف روبية (584 دولارا) في ثلاثة أيام، مما يعادل خمسة أمثال المعدل المتوسط.

وضجت وسائل التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية بالانتقادات والمنشورات الساخرة وطالب السياسيون والحرفيون وهيئة تجارية برادا بالاعتراف باستيحاء التصميم من التراث الهندي.

وقالت برادا إنها سترتب اجتماعات متابعة مع الحرفيين. وأضافت في بيان لرويترز يوم الثلاثاء أن المجموعة الإيطالية تعتزم صناعة الصنادل في الهند بالتعاون مع المصنعين المحليين، إذا ما قامت بتسويقها تجاريا.

لا تملك برادا متجرا واحدا للبيع بالتجزئة في الهند، ويبدأ سعر صندلها الجلدي للرجال من 844 دولارا، بينما يبلغ سعر نعل كولهابوري نحو 12 دولارا.

لكن ربط اسم برادا بصنادل كولهابوري، التي يبلغ عدد مصنعيها حوالي سبعة آلاف حرفي، يوفر فرصة تجارية للبعض.

وبدأت شركات ومواقع للتجارة الإلكترونية في الهند عرض صنادل كولهابوري للبيع. وقال نيشانت راوت مؤسس موقع نيرا للبيع عبر الإنترنت إن مبيعاته من الصنادل البالغ سعرها 18 دولارا والتي تشبه تلك التي عرضتها برادا في ميلانو زادت ثلاثة أمثال.

تُصنع صنادل كولهابوري يدويا في مصانع صغيرة. وفي عام 2021، قالت الحكومة الهندية إن صادرات تلك النعال يمكن أن تصل إلى مليار دولار سنويا.

وعلى الرغم من عدم توفر أحدث التقديرات، يقول الحرفيون إن أعمالهم تواجه مصاعب مع تفضيل المستهلكين للأحذية الغالية الأكثر أناقة.

ومع ذلك، فإن الجدل الذي أحدثته برادا يبث روحا جديدة في حرفة يصفها البعض بأنها “فن يحتضر”.