أثار بحث جديد من شركة “آبل” حول قدرات نماذج الذكاء الاصطناعي في مجال “التفكير العميق” موجة من الجدل على مستوى عالمي، بعدما أشار إلى أن هذه النماذج لا تزال عاجزة عن معالجة المشكلات المعقدة بشكل فعّال، رغم التقدم الكبير في هذا المجال. ونقل موقع Mashable أن الدراسة، التي طُرحت قبل أيام من مؤتمر آبل السنوي للمطورين، أوضحت أن أنظمة مثل “OpenAI O1” و”O3” و”DeepSeek R1” تظهر أداء ضعيفًا عند التعامل مع المهام المنطقية المعقدة، ويزداد الفشل كلما زاد تعقيد المشكلة.

ووفقًا للورقة البحثية، فإن نماذج التفكير العميق قد تتفوق بشكل طفيف على النماذج اللغوية التقليدية عند معالجة المسائل البسيطة، لكنها تعجز غالبًا عن إيجاد حلول عند بلوغ مستويات أعلى من التعقيد، لا سيما في مسائل الاستدلال المنطقي مثل ألغاز “برج هانوي” أو “عبور النهر”.

ويصف التقرير هذا القصور بأنه مؤشر على ضعف البنية المنطقية في هذه النماذج، بالرغم من أدائها المقبول في المهام البرمجية أو الحسابية.

ورغم استقبال المشككين بنتائج البحث بترحيب واسع، يرى عدد من خبراء الذكاء الاصطناعي أن البحث لا يُدين هذه النماذج، بقدر ما يكشف محدوديتها الحالية مقارنة بالبشر. وأوضح غاري ماركوس، أحد أبرز خبراء الذكاء الاصطناعي، أن “البشر أنفسهم يواجهون صعوبة في حل بعض هذه الألغاز، وهو ما ينسجم مع ما أظهره بحث آبل”.

أما كارل فرانزمان، وهو خبير آخر في المجال، فقال إن الدراسة “رائعة”، لكنها لم تُقارن مباشرة بين أداء الذكاء الاصطناعي والبشر في حل نفس الألغاز، ما يترك مساحة للنقاش حول مستوى التقدم الفعلي لهذه النماذج في التفكير المنطقي.