أفاد تقرير لموقع “مدل إيست آي” البريطاني، بأن الفصائل المسلحة في العراق اتفقت على إيقاف الهجمات ضد القوات الأميركية على أن تلتزم واشنطن بالتهدئة، مشيرا إلى أن الضربة الأميركية في القائم أحرجت مصطفى الكاظمي رئيس مجلس الوزراء.
ونقل التقرير عن مصادر لم يسمها قولها إن “قادة من فصائل مسلحة عدة، اجتمعوا في بغداد مساء الاثنين، واتفقوا على احتواء الوضع”، بعد قيام فصائل بقصف مناطق في دير الزور داخل سوريا تقع قرب حقول نفط عمر يبدو أنها استهدفت قوات أميركية فيها.
وفي وقت مبكر من الاثنين (28 حزيران 2021)، نفذت مقاتلات أميركية من طراز “أف-15″ و”أف-16” ضربة على مواقع تابعة للحشد الشعبي في منطقة القائم على الحدود العراقية السورية.
وقالت واشنطن إن الضربة جاءت ردا على استهداف أفراد ومصالح أميركية في العراق بواسطة صواريخ وطائرات مسيرة.
وأعلنت “كتائب سيد الشهداء” المنضوية في الحشد الشعبي تحت عنوان اللواء 14، مقتل 4 من عناصرها في الضربة، وتم تشييعهم في بغداد الثلاثاء.
وقالت المصادر إن “اجتماع الاثنين عقد في مكتب فالح الفياض رئيس هيأة الحشد الشعبي، حيث اتفقت فصائل مسلحة عدة على تفعيل هدنة مع القوات الأميركية، شريط أن يركن الأميركيون للهدوء”.
وحضر الاجتماع كل من هادي العامري زعيم منظمة بدر، وأبو فدك المحمداوي رئيس أركان الحشد، وممثلون عن عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء وآخرون، وفقا للمصادر.
وقال أحد الذين حضروا الاجتماع إن قادة المجاميع المسلحة “عبروا عن ارتياحهم إزاء الهجمات التي شُنت ردا على الغارة الأميركية”، مشيرا الى “أنهم كانوا مستعدين للعودة إلى الهدنة غير الرسمية، شريطة أن يركن الأميركيون للهدوء أيضا”، بحسب ما أورد الموقع البريطاني.
وقال أحد القياديين إن “قسما من الفصائل المسلحة تدرس خيار توجيه هجوم آخر داخل الأراضي السورية، ولكن لم تكن هناك موافقة على هذا المقترح”.
واستنادا إلى مصدر مقرب من الكاظمي، فإن الحكومة قد تُركت “محرجة” بسبب ما قامت به إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.
وقال المصدر “بصراحة، هذه الغارة أحرجت رئيس الوزراء الكاظمي، ومن دون شك جعلت مهمته في الإعداد لأجواء الانتخابات النيابية المبكرة أكثر تعقيدا”.
وأضاف أن “رئيس الوزراء، ومنذ توليه المنصب، كان يحاول احتواء هذه الفصائل ويبعد العراق عن أجواء الصراع الأميركي-الإيراني، ومع ذلك، فإن الأميركيين قد أحرجوه ووضعوه تحت ضغط أكبر”.
ومضى المصدر بالقول إن “الغارة الأميركية هذه المرة شبيهة بالصواريخ التي تطلقها هذه المجاميع. كلاهما يتحدثان عن سيادة العراق في الوقت الذي يساهمون فيه كلهم بانتهاكها والتقليل من شأن العراق وحكومته بضمنهم الأميركيون”.
من جانب آخر، قال قيادي بارز في الحشد الشعبي إن “الغارات قد تكون مقصودة لإحراج الكاظمي بعد حضوره استعراض أسلحة الحشد في ديالى السبت الماضي بمناسبة الذكرى السابعة لتأسيسه”