توصل فريق بحثي مشترك من بريطانيا والولايات المتحدة إلى اكتشاف لافت يسلط الضوء على عملية حيوية تحدث داخل الدماغ أثناء النوم، وصفوها بأنها “أشبه بتشغيل غسالة الصحون، لتنظيف الدماغ مع كل ليلة نوم”.

وبحسب الدراسة التي أُجريت على فئران مخدّرة، لاحظ العلماء أن جذع الدماغ يطلق موجات دورية من مادة النورأدرينالين كل 50 ثانية تقريباً. وتُعرف هذه المادة بهرمون التوتر، وتُفرز أيضاً من الغدد الكظرية، لكن دورها أثناء النوم بدا محورياً في ما وصفه الباحثون بـ”عملية الغسل الداخلي”.

تؤدي موجات النورأدرينالين إلى انقباض مؤقت في الأوعية الدموية تحت قنوات الدماغ، يعقبه تمدد سريع، ما يدفع السائل النخاعي، أو ما يُعرف بـ”سائل الغسل”، إلى التدفق داخل هذه القنوات، متجهاً نحو العقد اللمفاوية خارج الدماغ، والتي تمثل جزءاً من نظام تصريف الفضلات في الجسم.

وأكد الباحثون أن هذه العملية تُعد آلية أساسية تحدث بشكل دوري أثناء النوم، وقد تكون ضرورية للحفاظ على صحة الدماغ على المدى الطويل.

لكن اللافت في نتائج الدراسة كان الانخفاض الكبير في فعالية هذه الآلية لدى الفئران التي تناولت عقار “زولبيديم” المنوّم. فبالرغم من أن العقار ساعدها على الدخول في النوم سريعاً، إلا أن نشاط النورأدرينالين تراجع بشكل ملحوظ، مما قلّل من فاعلية “غسل الدماغ” الطبيعي.

ورغم أن الدراسة أجريت على فئران، إلا أن الفريق البحثي يرجّح إمكانية تطبيق هذه النتائج على البشر، مع التأكيد على ضرورة إجراء أبحاث إضافية للتثبت من ذلك.

وتفتح هذه النتائج آفاقاً جديدة لفهم العلاقة بين النوم والأدوية، وتأثيرها في جودة النوم، خصوصاً لدى من يعانون من اضطرابات مزمنة، كما تبرز أهمية النوم الطبيعي في تعزيز وظائف الدماغ والتخلص من السموم العصبية المتراكمة.