UTV - البصرة

علاقة البصرة مع البحر لم تقتصر على شباك الصيد والسفن، فعند سواحلها نشأت الفنون البحرية على يد السفّانة قبل اكتشاف النفط في العراق.

“فن النهْم” أحد هذه الفنون، وقد صار لونا غنائيا بعدما كان يؤديه مغني السفينة “النهّام” لشد أزر البحارة على أعباء العمل خلال رحلات الصيد التي تستغرق شهورا عدة.

وبهدف إعادة إحياء هذا الفن البحري وحمايته من الاندثار، في ظل رحيل الرعيل الأول من الفنانين، أخذت فرقة “الخيزران” على عاتقها تجديد أغنياته من دون المساس بأصالتها، وينحدر أعضاء الفرقة من عوائل اشتهرت بإرساء قواعد الفنون الشعبية في البصرة.

ويقول بلال مونيكا عضو فرقة الخيزران لـUTV إن “فن النهم مقسم إلى أنواع عدة، منها النهمة البحرية ونهمة التوكل، وأصل هذا الفن أهزوجة مستمدة من الحياة البحرية قديما”.

ويضيف مونيكا “هناك مثلا طور من النهم مخصص لبداية الرحلة، وفيه مدائح نبوية، وهناك نوع آخر من النهم خاص للاحتفال بالصيد”.

الباحثون في التراث يؤكدون أن الجذور الأولى للفنون البحرية تنتمي إلى جغرافية البصرة التي تملك أقدم موانئ المنطقة، لكنهم يشيرون إلى الاختلاف في أدائها وإيقاعاتها عن دول الخليج التي وفدت منها أيضا بعض الفنون.

ويقول بكر مونيكا فنان ومتخصص بالتراث البحري لـUTV إن “هذا الفن عراقي أصيل، هناك من يقول بأنه دخيل، لكنني أقول إنه ليس دخيلا، والدليل أن موانئ العراق كانت موجودة قبل نشوء دول الخليج”.

ويضيف “صحيح هناك ألوان غير عراقية وافدة من البحرين وقطر، لكن هذا لا يعني أن فن النهم ليس عراقيا أصيلا”.

وبسبب أهميتها، دخلت فنون البحر في مسابقات تنظمها دول الخليج، مثل “جائزة كتارا لفن النهمة”، التي تنظمها قطر سنويا، وقد فاز العراق بمركزها الثالث عام 2019، على الرغم من أن هذا التراث الموسيقي يكاد يكون مندثرا بسبب إهماله.

المراسل: سعد قصي