وسط تصاعد التكهنات في الأوساط التقنية، تقترب شركة DeepSeek الصينية من إطلاق نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد “R2”، الذي قد يمثل نقلة نوعية في مجال النماذج اللغوية الكبيرة مفتوحة المصدر، من حيث الأداء وكفاءة التكلفة.

خليفة “R1”.. بنجاح مقلق لوادي السيليكون

بعد أن أحدث النموذج السابق DeepSeek-R1 صدمة في وادي السيليكون مطلع 2024، تتجه الأنظار الآن إلى النسخة التالية R2، التي يُعتقد أنها صُممت بهندسة مزيج الخبراء الهجينة (Hybrid MoE)، وبعدد معلمات مذهل يصل إلى 1.2 تريليون.

بتكلفة أرخص بـ97% من GPT-4o

بحسب منشورات على منصات صينية مختصة، فإن تكلفة بناء R2 أقل بنسبة 97.3% من نموذج GPT-4o من OpenAI، ما قد يتيح للشركات الناشئة فرصًا غير مسبوقة لمنافسة عمالقة الذكاء الاصطناعي.

يعتمد النموذج على هندسة MoE التي تقسم النموذج إلى شبكات فرعية “خبراء”، بحيث يُفعّل جزء صغير فقط منها في كل مرة، مما يخفض استهلاك الحوسبة دون التضحية بالدقة.

الاعتماد على رقائق هواوي بدل إنفيديا

في خطوة لافتة قد تعزز الاستقلال التقني الصيني، يُقال إن النموذج الجديد درّب باستخدام رقائق Ascend 910B من هواوي، محققًا كفاءة بنسبة 91% مقارنةً بحوسبة تعتمد على Nvidia A100، وفقًا لمنشورات حُذفت لاحقًا من منصة “Jiuyangongshe”.

تحول في سلاسل التوريد العالمية

كتب ديدي داس، المستثمر في Menlo Ventures، على منصة “X” أن “R2” يمثل “تحولًا جوهريًا بعيدًا عن سلاسل التوريد الأميركية”، في ضوء استخدام البنية التحتية الصينية بالكامل لتطويره، ما يعزز التكهنات حول سباق تكنولوجي متسارع بين الصين والغرب في قطاع الذكاء الاصطناعي.

تكتم رسمي.. لكن الترقب يتصاعد

رغم الضجة، لا تزال شركة DeepSeek، ومقرها هانغتشو، تلتزم الصمت. وقد اكتفت في الأسابيع الماضية بتحديثات فنية محدودة على نموذجها “V3″، دون تأكيد رسمي لإطلاق “R2”. لكن تقرير لوكالة رويترز أشار إلى أن الإطلاق قد يتم خلال أبريل الجاري.


تحليل: ماذا يعني “R2” للعالم؟

  • تقنيًا: قد يعيد تشكيل السوق لصالح النماذج مفتوحة المصدر، ويحفّز منافسة أكبر في الكفاءة وليس فقط الحجم.

  • اقتصاديًا: يعزز مكانة الصين كشريك رئيسي في سوق الذكاء الاصطناعي العالمي.

  • جيوسياسيًا: قد يُسرّع من انفصال سلاسل التوريد التقنية بين الصين والغرب.