قالت وزارة الخارجية العراقية، إن حكومة العراق ماضية بإجراءاتها التحقيقية في الضربة الأميركية التي استهدفت مواقع للحشد الشعبي في منطقة القائم على الحدود العراقية السورية.

وقالت الوزارة في بيان، تلقت UTV نسخة منه، إنها “تدين الهجوم الجوي ليلة أمس والذي طال موقعا على الحدود العراقية السورية”.

وأضاف البيان أن “الوزارة تجدد رفضها التام أن يكون العراق طرفا في أي صراعٍ أو مواجهة لتصفية الحسابات على أراضيه، وبما يعد اعتداء وانتهاكا للسيادة الوطنية وخروجا صريحا عن الأعراف والمواثيق الدولية”.

وتابع “نؤكد تمسكنا بسيادة العراق ووحدته وبالارتكان لكل ما من شأنه تعزيز ذلك، عبر استدامة التنسيق والتواصل مع مختلف الأطراف، ومن خلال المبادرات والمساعي الدبلوماسية التي تضمن عدم تكرار مثل هذه الأعمال العدائية المرفوضة والمدانة”.

وأشار إلى أن “الحكومة العراقية ماضية بإجراءاتها التحقيقية وبما يكفل الحق السيادي في ذلك، منعا لأي تصعيد نراه يخل بأمن العراق واستقراره”.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في وقت سابق أن قوات أميركية نفذت، ليل الأحد الاثنين، ضربات جوية “ضرورية ومدروسة” ضد “فصائل مسلحة مدعومة من إيران في العراق وسوريا”، ردا على هجمات بطائرات مسيرة شنتها الفصائل “ضد أفراد ومنشآت أميركية في العراق”.

وكانت طائرات مسيرة هاجمت، السبت (26 حزيران 2021)، القنصلية الأميركية في أربيل لكن هجماتها لم تسفر عن خسائر في الأرواح وتم إسقاطها في مناطق محيطة بالقنصلية.

وقال جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان إن الطائرات تحمل شعارات لفصائل مسلحة عراقية.

ووقع هجوم أربيل قبل ساعات من استعراض عسكري نظمه الحشد الشعبي في ديالى بمناسبة الذكرى السابعة لتأسيسه، وحضره مصطفى الكاظمي رئيس مجلس الوزراء.

ونقلت شبكة “أي بي سي” الأميركية عن مسؤول في البنتاغون قوله إن هجوم القائم نفذته مقاتلات أميركية من طراز “أف-15″ و”أف-16” تتبع منطقة القيادة الأميركية الوسطى.

وقال المسؤول إن “الطائرات نفذت الغارة في حوالي الساعة السادسة من مساء الأحد بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة”، أي الساعة 12 ليلا بتوقيت بغداد.

وأضاف أن “المواقع المستهدفة بالضربة كانت تتمتع بقدرات القيادة والتحكم وقدرات لوجيستية”.

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان “مقتل ما لا يقل عن 7 عناصر وإصابة آخرين في الغارة”، لكن وزارة الدفاع الأميركية لم تؤكد النتائج.

وقالت هيأة الحشد الشعبي في بيان أن “الطيران الأميركي قام في الساعة الثانية من فجر الاثنين 28 حزيران 2021، باستهداف ثلاث نقاط مرابطة للواءين 14 و46 في الحشد الشعبي بمسافة 13 كم داخل الحدود العراقية في قضاء القائم غربي محافظة الأنبار”.

وأضافت أن “هذا الاعتداء أسفر عن ارتقاء 4 شهداء كانوا يؤدون واجبهم الاعتيادي لمنع تسلل عناصر داعش الإرهابي من سوريا إلى العراق، ضمن الواجب الرسمي لقوات الحشد الشعبي تحت قيادة العمليات المشتركة، وغير منخرطين بأي نشاط ضد التواجد الأجنبي في العراق والذي سبق لهيئة الحشد الشعبي أن أوضحت موقفها منه مرارا وتكرارا”.

وتابعت أن “نقاط الحشد الشعبي التي تعرضت للقصف لا تضم أية مخازن أو ما شابه، خلافا للادعاءات الأميركية التي سردتها من أجل تبرير جريمة استهداف مقاتلي الحشد”.

واللواء 14 تابع لحركة “كتائب سيد الشهداء” بقيادة أبو ولاء الولائي، بينما يتبع اللواء 46 لكتائب حزب الله.

ونعت “كتائب سيد الشهداء” على موقعها الإلكتروني 4 من مقاتليها قالت إنهم قضوا بالغارة، ونشرت أسماءهم الكاملة مع صورهم.

وجاءت هذه الغارة بناء على توجيهات من الرئيس الأميركي جو بايدن، لتصبح ثاني مرة يأمر فيها الرئيس الديمقراطي بشن هجمات انتقامية ضد فصائل عراقية منذ توليه السلطة قبل 5 أشهر.

وقال اللواء يحيى رسول المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة “ندين الهجوم الجوي الأميركي الذي استهدف ليلة أمس موقعا على الحدود العراقية السورية”.

وأضاف رسول أن الغارة “انتهاك سافر ومرفوض للسيادة العراقية وللأمن الوطني العراقي وفق جميع المواثيق الدولية”.