فقدت السينما العراقية أحد أبرز أعمدتها برحيل المخرج الكبير محمد شكري جميل الذي وافته المنية بعد صراع مع المرض. وأعلنت نقابة الفنانين العراقيين خبر وفاته، مشيرة إلى أنه كان رمزا بارزا ترك بصمة لا تُمحى في تاريخ السينما العراقية، حيث تناولت أعماله قضايا اجتماعية وسياسية بجرأة وتميز.

ولد محمد شكري جميل عام 1937 وبدأ مشواره الفني في خمسينيات القرن الماضي بإنتاج الأفلام الوثائقية لوحدة الإنتاج السينمائي التابعة لشركة نفط العراق، حيث عمل مصورا ومونتيرا. تميزت بداياته بموهبة لافتة دفعته إلى دراسة السينما في المملكة المتحدة، مما صقل خبراته وأهّله للانخراط في أعمال سينمائية عالمية، منها فيلم “مطاردة الفأر” (Mouse Hunt) للمخرج بول روثا، وفيلم “عين الثعلب في الصحراء”، إضافة إلى مشاركته في فيلم الرعب “التعويذة” الذي صُوِّر في مدينة الموصل.

عاد الراحل إلى العراق ليقدم إسهامات بارزة في السينما المحلية، كان أبرزها فيلم “الظامئون” عام 1973، الذي نال استحسان النقاد والجمهور على حد سواء. وتميزت أعماله بواقعيتها وعمقها في التعبير عن تطلعات الشعب العراقي وهمومه.

محمد شكري جميل، الذي وُصف بأنه “عراب السينما العراقية”، سيظل اسمه محفورًا في ذاكرة الفن العراقي كأحد أبرز المبدعين الذين شكّلوا وجدان السينما في البلاد. رحيله خسارة كبيرة، لكنه يترك وراءه أعمالا ستظل شاهدة على عبقريته وإبداعه.