أعلن الجيش السوداني، استعادة السيطرة على مدينة (ود مدني) عاصمة ولاية الجزيرة وسط السودان.
وذكر المتحدث باسم الجيش السوداني في بيان، أن “القوات المسلحة السودانية والقوات المساندة لها تتقدم في كل المحاور وتعمل على تنظيف جيوب المتمردين داخل المدينة”.
وتابع، أنه “في ديسمبر 2023 سيطرت قوات الدعم السريع على مدن عدة في الجزيرة بينها (ود مدني) عاصمة الولاية”.
وأصدر مكتب الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني بيانا صحفيا هنأ فيه الشعب السوداني بتحرير المدينة، وقال إن “القوات المسلحة والقوات المساندة لها تتقدم بعزيمة وإصرار في كل المحاور لتنظيف كل شبر دنّسته مليشيا آل دقلو الإرهابية في البلاد”، وإنهم يعملون الآن على نظافة جيوب المتمردين داخل المدينة وفق ما جاء في البيان.
واعتبر محللون عسكريون ومحتفلون بتقدّم الجيش في مدن السودان المختلفة دخول الجيش لمدينة ود مدني بمثابة “تحرير شهادة وفاة” لقوات الدعم السريع وبداية لهزيمتها وكسر شوكتها بشكل كامل، بينما قللت الدعم السريع في أول تعليق لهامن أثر استعادة الجيش للمدينة.
وقال عمران عبد الله حسن مستشار قائد قوات الدعم السريع إن “حقيقة الحرب هي كر وفر، وقد خسرت قوات الدعم السريع معركة، ولم تخسر الحرب”، وأضاف أن “سقوط ود مدني لا يغيّر في الواقع شيئا، وهناك الكثير من المفاجآت القادمة”، نافيا أن تكون خسارتهم قاصمة لظهر قواتهم، وقال إنهم “مستمرون في المعارك، وسيكون النصر حليفهم”.
بداية النهاية
قال رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق الفريق أول ركن هاشم عبد المطلب إن “استعادة مدينة ود مدني يمثل بداية النهاية للعدو الغاشم الظالم المغتصب” وفق تعبيره، وأضاف أنها تعني الكثير ماديا ومعنويا للقوات المسلحة، ومن قبلها للشعب السوداني “الذي ضرب الأمثلة بوقفاته خلف، بل أمام القوات المسلحة”.
وأفاد بأن مجريات المعركة وسيرها بهذه الوتيرة المنتظمة يؤكد أن “الخطة التي وضعت قد تم تنفيذها بجدارة، وأصبح التحرير الكامل لولاية الجزيرة وغيرها قادما وقريبا، بعد أن انكسرت إرادة العدو وبدأ بالهروب وهو يجرجر أذيال الخيبة والهزيمة”.
وأكد هاشم أن “الشعب السوداني قدّم درسا لكل من وقف مع العدو في الداخل والخارج” ، وأضاف قائلا إن “هذا الانتصار الكبير في حرب الكرامة، وقبلها العديد من المعارك في هذه الحرب المفروضة على الشعب السوداني، ستكون دروسا تدرّس في مناهج المدارس والمعاهد العسكرية في الداخل والخارج”.
كما أوضح أن القوات المسلحة قامت بوضع خطة محكمة، اشتركت في تنفيذها وحدات القوات المسلحة البرية والجوية والبحرية، والقوات الخاصة وقوات جهاز الأمن والمخابرات وقوات الشرطة، والمجاهدون والمستنفرون من أبناء الشعب السوداني.
ومن داخل مدينة ود مدني، قال رئيس حركة تحرير الجزيرة الصادق آدم عمر إنهم يؤكدون انهيار قوات الدعم السريع، وأوضح أن “الانهيار بدأ منذ أول طلقة، حيث تعامل الجيش السوداني باحترافية عالية وتوحّد كل الشعب خلفه تحت شعار: جيش واحد شعب واحد”.
وأشار إلى أن استعادة الجزيرة تعني “عودة الأمل والحياة إلى كل الشعب السوداني، فالجزيرة الخضراء هي قلب السودان النابض” على حد تعبيره، وأضاف في حديثه “ما رأيناه اليوم في الميدان من فرار كل المليشيا وترك عتادھا، مخلفة قتلاھا من ورائھا غارقين في دمائھم، يؤكد أن شهادة وفاتها قد حُرِرت من أرض الجزيرة الخضراء”.