قالت مصادر فلسطينية قريبة من محادثات وقف إطلاق النار بغزة يوم الخميس إن الوسطاء الأمريكيين والعرب أحرزوا بعض التقدم في جهودهم الرامية للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، لكن ليس بما يكفي لإبرام اتفاق.

وتبذل قطر والولايات المتحدة ومصر جهودا كبيرة للتوصل إلى اتفاق لوقف القتال في الصراع المستمر منذ 15 شهرا وإطلاق سراح الرهائن المتبقين الذين تحتجزهم حماس قبل أن يترك الرئيس الأمريكي جو بايدن منصبه.

وقال بايدن لصحفيين في البيت الأبيض “إننا نحرز بعض التقدم الحقيقي… وما زلت متفائلا بأننا سنتمكن من إجراء تبادل للمحتجزين”، وأشار إلى أن حركة حماس تعرقل ذلك. وذكر أنه التقى بالمفاوضين يوم الخميس.

وحذر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب من أن “أبواب الجحيم ستنفتح على مصراعيها” إذا لم يفرَج عن الرهائن بحلول موعد تنصيبه في 20 يناير كانون الثاني الجاري.

وقال مسؤول فلسطيني قريب من جهود الوساطة يوم الخميس إن عدم التوصل إلى اتفاق حتى الآن لا يعني أن المحادثات لا تمضي قدما، مضيفا أن هذه هي أكثر المحاولات جدية حتى الآن للتوصل إلى اتفاق.

وقال لرويترز “هناك مفاوضات مكثفة، إذ يتحدث الوسطاء والمفاوضون عن كل كلمة وكل التفاصيل. هناك تقدم عندما يتعلق الأمر بتضييق الفجوات القديمة القائمة لكن لا يوجد اتفاق بعد”. ولم يخض في مزيد من التفاصيل.

وأكد مسؤول فلسطيني آخر لرويترز، طلب عدم ذكر اسمه لحساسية المحادثات، أن تقدما أُحرز في بعض ملفات التفاوض بين حماس وإسرائيل، لكنه أشار إلى شرط إسرائيلي جديد من شأنه أن يقوض التوصل إلى اتفاق.

وأضاف “إسرائيل ما زالت مصرة على الاحتفاظ بمساحة 1000 متر على طول الحدود الشرقية والشمالية للقطاع بما يعيق عودة المواطنين إلى بيوتهم وأماكن سكناهم ويشكل تراجعا عن ما وافقت عليه في شهر يوليو الماضي بما يساهم في تعطيل الوصول إلى اتفاق، ويبذل الوسطاء جهودا لإقناعها بالعودة لما تم التوافق عليه سابقا”.

ولم تصدر إسرائيل تعليقا بعد على تلك التصريحات.

وقالت إسرائيل يوم الثلاثاء إنها ملتزمة تماما بالتوصل إلى اتفاق لإعادة الرهائن من غزة لكنها تواجه عراقيل من حماس.

وعلى مدى عام، ظل الجانبان في طريق مسدود بشأن قضيتين رئيسيتين، إذ تقول حماس إنها لن تحرر الرهائن المتبقين لديها إلا إذا وافقت إسرائيل على إنهاء الحرب وسحب جميع قواتها من غزة. وتقول إسرائيل إنها لن تنهي الحرب حتى يتم القضاء حماس وإطلاق سراح جميع الرهائن.

 

* أزمة إنسانية حادة

من بين الشهداء الذين سقطوا يوم الخميس نتيجة للقصف الإسرائيلي ثمانية فلسطينيين استشهدوا في منزل في جباليا، أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية القديمة في غزة، حيث تنفذ القوات الإسرائيلية عمليات منذ أكثر من ثلاثة أشهر.

وقال مسؤولون بقطاع الصحة إن تسعة آخرين، بينهم أب وأطفاله الثلاثة، لقوا حتفهم في غارتين جويتين على منزلين في وسط القطاع.

وفي وقت لاحق، توافد العشرات من المواطنين على مستشفى دير البلح وسط قطاع غزة، لتشييع أقاربهم الذين استشهدوا ونقل جثثهم ملفوفة بالأكفان البيضاء إلى القبور.

وقال عادل المنسي وهو مواطن من غزة “فيش أمان في البلاد نهائيا لا لطفل ولا لمرأة ولا لشيخ ولا حتى لحجر ولا شجر ولا حيوان ولا طير ولا أي شيء.. بيتم استهداف الكل بدون سابق إنذار وبدون تحذير”.

وفي وقت لاحق يوم الخميس، قال مسعفون إن ستة فلسطينيين استشهدوا في غارتين جويتين منفصلتين، منهم أربعة في مدرسة تؤوي عائلات نازحة بالقرب من جباليا في شمال قطاع غزة.

وفي كلمة تلاها نيابة عنه أحد مساعديه، صعّد البابا فرنسيس بابا الفاتيكان يوم الخميس انتقاداته للحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، واصفا الوضع الإنساني في القطاع الفلسطيني بأنه “خطير ومخز للغاية”.

وأضاف “لا يمكننا قبول تجمد الأطفال حتى الموت بسبب تدمير المستشفيات أو قصف شبكة الطاقة”.

ولم تصدر إسرائيل تعليقا على تصريحات البابا حتى الآن.

وتنفي إسرائيل عرقلة المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وقال مسؤولون فلسطينيون في قطاع الصحة إن أكثر من 46 ألف فلسطيني استشهدوا خلال حرب غزة. وتقول وكالات الإغاثة الإنسانية إن مساحات كبيرة من القطاع تحولت إلى أنقاض، كما نزح معظم سكانه البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة مرات عديدة، ويواجهون نقصا حادا في الغذاء والدواء.

وشنت إسرائيل هجومها على غزة بعد أن اقتحم مقاتلون من حماس بلدات وتجمعات سكنية في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص وأسر أكثر من 250 رهينة، وفقا لإحصاءات إسرائيلية.