ترسو زوارق محملة بالأسماك عند الحافة الجنوبية للأهوار الوسطى في العراق، فيلتف حولها التجار وتبدأ عمليات مساومة تنتهي عادة عند أعلى سعر، في مشهد يومي من عملية صيد وتسويق الأسماك في الجنوب.

صيد الزوارق المحمل بأصناف وأحجام مختلفة من الأسماك، يجعل التباين واضحا في أسعارها، فالبني يتربع عرش القائمة لندرته، ويتذيلها البلطي، أما الخشني والشلگ والسمتي فتتقارب أسعارها في منتصف الترتيب، فيما اختفى الكطان كليا من مشهد الأهوار بعد ارتفاع نسبة ملوحة مياهها.

ويستخدم الصيادون والتجار وحدة الأوقية لقياس أوزان الأسماك، والأوقية الواحدة تساوي 4 كغم.

ويقول محسن جحيل (تاجر أسماك) لـUTV إن “هناك من يتمكن من صيد 30 أوقية، بينما هناك من يصيد أكثر أو أقل”.

وتصطف بالقرب من زوارق الصيادين سيارات محملة بحافظات محشوة بالثلج، إذ أن أمامها رحلات إلى محافظات وسطى وجنوبية وغربية، وربما إلى شمالية مثل كركوك، ولاسيما إن كان حملها من سمك الجري.

ويقول جاسم الأسدي (عضو منظمة طبيعة العراق) لـUTV إن “هناك تجارا ينقلون الجري إلى الموصل وكركوك لأن أسعاره متدنية في المدن الجنوبية لعدم إقبال الناس عليه”.

وتصدر علوة الكسر في الچبايش نحو 150 طنا من الأسماك يوميا، وهي واحدة من 3 علاو أخرى يتجمع فيها صيادون يوميا لبيع أسماكهم، في تقليد بدأ بعد عام 2003، على عكس ما كان سائدا في أيام زهو الأهوار، إذ كان تجار الأسماك هم من يجوبون حارات القصب والبردي بحثا عن الصيادين المرابطين أياما أمام شباكهم.