تقول نويل دريك، البالغة من العمر 29 عاماُ وتعيش في ولاية يوتا الأمريكية، إنها كانت تشعر بأن الأمور السياسية “سوداوية جداً” في البلاد قبل هذا العام.

وتضيف أنها شعرت بـ “خيبة أمل” خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2020، لكن المغنية الأمريكية الشهيرة تايلور سويفت ورابطة معجبيها ساعدوا في تغيير رأيها، كما أخبرتني.

وتردف أن “الانتماء الذي أنشأته من خلال التفاعل إلكترونيا مع رابطة محبي تايلور سويفت والمعروفين باسم (سويفتيز)، غيّر الطريقة التي أتفاعل بها مع الأمور السياسية في الانتخابات المرتقبة هذا العام”.

وبعد أن أيدت سويفت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس قبل شهر، بدأت نويل في متابعة مجموعة عبر الإنترنت تقود حملة تسمى “Swifties for Kamala” ويقف خلفها معجبو تايلور سويفت.

ولا تتبع هذه المجموعة رسمياً لحملة هاريس الانتخابية، لكنها تظل على اتصال منتظم بموظفي الحملة.

وبعد التفاعل مع عدد من محبي سويفت من ذوي التفكير المماثل، قررت نويل أن تشارك بشكل أكبر في الحملات المنظمة في الولاية التي تقطنها.

وتعقبت “بي بي سي” عشرات الناخبين مثل نويل، الذين يقولون إن المنشورات من سويفت ومعجبيها على وسائل التواصل الاجتماعي حفزتهم على الخروج والتصويت، أو الانخراط في النشاطات الاجتماعية.

وفي أحدث حلقة من برنامج ” Why Do You Hate Me USA” على راديو “بي بي سي 4″، بحثنا في كيفية تحول إيرين كيم المؤسِّسة المشاركة لمجموعة ” Swifties for Kamala”، من معجبة متعصبة إلى شخصية استراتيجيّة سياسية، وهل نجحت أي من الاستراتيجيات التي استخدمتها هي وزميلاتها الناشطات فعلاً؟

على مدار الشهر الماضي، أرسلت إيرين رسائل إلى العديد من الحسابات التي تفاعلت مع منشورات المجموعة.

وعلى الرغم من أن بعض الأشخاص كانوا بالفعل من أنصار الديمقراطيين، إلا أن آخرين لم يكونوا متأكدين.

وعلى سبيل المثال، دستيني البالغة من العمر 27 عاماُ من ولاية ساوث كارولينا وفضلت عدم مشاركة اسم عائلتها، قالت إنها وصديقها “ليسا مهتمين كثيراً بالسياسة”، لكن منشورات المجموعة ساعدتها في دعم قرارها بالتصويت للديمقراطيين في هذه الانتخابات.

وقالت: “أريد حقاً رئيسة لديها قيم مماثلة لي، وهذه هي أول انتخابات تدفعني للتصويت لهذا السبب”.

وحتى صديقها، الذي وصفته بأنه “محافظ إلى حد ما”، تم التأثير عليه للتصويت لهاريس، وقالت إن ذلك كان جزئياً بسبب الضغط من بعض منشورات المجموعة.

وعكس الإعلانات المدفوعة، فإن جزءاً من جاذبية تأييد المشاهير والمحتوى السياسي الذي تولده قواعدهم الجماهيرية، هو أن هذا النوع من المحتوى يبدو حقيقياً.

ووجدت دراسة من كلية كينيدي بجامعة هارفارد تناولت تأثير المشاهير على تسجيل الناخبين، أن “أصالة المحتوى” يمكن أن تكون مفتاحاً عند تحفيز الناس على الخروج والتصويت.

وقالت آشلي سبيلان مؤلفة الدراسة، لـ “بي بي سي”، إن المشاهير من بين “أكثر أعضاء المجتمع مكانة” عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع أسباب لامبالاة الناخبين، مثل “نقص المعلومات، ونقص الثقة، ونقص الدافع”.

وقالت: “يعرفهم الناس في أماكن خارج السياسة، ما يجعل مشاركتهم السياسية تبدو أعمق وأقل أنانية”.

وفي غضون 24 ساعة من تأييد سويفت لهاريس على إنستغرام، زار ما يقرب من 340 ألف شخص موقع تسجيل الناخبين، من خلال الرابط المخصص.

 

وفي حين حظيت هاريس بتأييد سويفت وبيونسيه وبعض المشاهير الآخرين، فإن ترامب لديه معجبيه أيضاً.

وقد تساعده تأييدات كيد روك وإيلون ماسك وجون فويت ومشاهير آخرين في الوصول إلى الشباب بنفس الطريقة التي عزز بها تأييد سويفت مكانة هاريس بين الشابات، كما يدعم مؤيدو ترامب عبر الإنترنت بعضهم البعض بطريقة تشبه إلى حد ما رابطة المعجبين.

ولكن استطلاعات الرأي تظهر أن التأييد يمكن أن يأتي بنتائج عكسية، فقد وجد استطلاع أجرته جامعة كوينيبياك في أواخر سبتمبر/ أيلول أن تأييد سويفت لهاريس جعل 9 بالمئة من المستطلعين “أكثر حماساً” لترشيحها، بينما جعل 13بالمئة “أقل حماساً”، وأما عن كيفية تأثير تأييد ماسك على آراء المستطلعين، فقد شعر 13 بالمئة بحماس أكبر لترشيح ترامب، بينما شعر 21 بالمئة بحماس أقل.

وفي النهاية، لن نعرف بالضبط ما هو التأثير الذي قد يخلفه المشاهير وقاعدة معجبيهم على هذه الانتخابات حتى بعد نوفمبر/ تشرين الثاني، حين سيتم إجراء الانتخابات.

وفي انتخابات تبدو متقاربة للغاية، فإن هذه المجموعات من المؤيدين عبر الإنترنت، يمكن أن تحفز الناخبين على التوجه إلى صناديق الاقتراع، وخاصة في الولايات المتأرجحة حيث قد يتم تحديد الفائز بآلاف الأصوات فقط.

وأخبرتنا كيم المؤسسة المشاركة لمجموعة ” Swifties for Kamala”، أن المجموعة تستهدف الأشخاص في الولايات المتأرجحة بشكل خاص.

وتتواجد بيجي رو في أريزونا، إحدى الولايات المتأرجحة في الانتخابات، وقالت إن دعم هاريس لحقوق الإجهاض هو الذي عزز موقفها لدعم نائبة الرئيس.

وقالت: “أنا متحمسة للغاية لحقوق الإنجاب وقد أكدت وسائل التواصل الاجتماعي آرائي بشكل أكبر”.

وبينما تستخدم المجموعة جميع أساليب الحملة السياسية التقليدية، أضافت “Swifties for Kamala” لمسة خاصة إلى جهود الترويج.

ووزعت “Swifties for Kamala” أساور الصداقة التي تتميز بشعارات سياسية مثل “في حقبة التصويت الخاص بي”، في إشارة إلى فيلم “جولة سويفت إيراس”، حيث كان المعجبون يرتدون أساور الصداقة ذات الطابع الخاص بسويفت، كدليل على كونهم معجبين حقيقيين.

وقالت كيم إنهم بدأوا في القيام بحملات وجهاً لوجه قبل بضعة أسابيع، وكانوا يتصلون بالمتابعين ويرسلون لهم رسائل نصية مباشرة، ويهدفون إلى إجراء 22 مليون اتصال مباشر بالناخبين بحلول يوم الانتخابات.

وقد جمعت مجموعة “Swifties for Kamala” أكثر من 200 ألف دولار لحملة هاريس، حتى منتصف أكتوبر/تشرين الأول، حسب تقدير كيم.

محبو تايلور سويفت يضعون أساور الصداقة الخاصة بهم

ولكن هناك بعض من معجبي سويفت الذين لم يتأثروا، ورصدنا تعليقات من العديد من أنصار الجمهوريين وترامب الذين اختاروا السياسي المفضل لديهم بدلاً من ولائهم لنجمهم المفضل.

وتقول بري، التي تعيش في ولاية ماساتشوستس، إنها اختارت التصويت للجمهوريين لأن “الناس في نهاية المطاف بحاجة إلى فعل ما هو أفضل لهم”.

وقالت إنها تعتقد أن سويفت لديها قاعدة جماهيرية كبيرة، لذا يجب أن تبقى بعيدة عن السياسة لتكون عادلة مع جميع الأطراف.

وأضافت أن “سويفت تتمتع بحق إبداء رأيها الخاص”، لكنها “الشخصية الشهيرة الوحيدة التي تتمتع بهذا القدر من النفوذ، ولا ينبغي لها أن تنخرط في السياسة خلال عام الانتخابات”.

وحاول أنصار دونالد ترامب استغلال القوة الانتخابية لمعجبي سويفت، من خلال إنشاء “ميم” بواسطة الذكاء الاصطناعي لسويفت وهي تؤيد الرئيس السابق.

وفي الواقع، ربما دفع ترامب، سويفت إلى تأييد هاريس، عندما شارك “الميم” على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقالت بري إنها “لن تكره شخصاً أبداً بسبب معتقداته السياسية”، بما في ذلك المعجبين من حملة ” Swifties for Kamala”، لكن هذا لا يعني أن جميع النقاشات عبر الإنترنت ودية، وفقا لوصفها.

وأخبرتني كيم أن الدخول في نقاشات ساخنة عبر الإنترنت هو نوع من “طقوس المرور” عبر المجموعة بالنسبة لمعجبي سويفت، لكن المجموعة الآن لديها إرشادات للحد من تلك النقاشات، ويرجع ذلك جزئياً إلى رغبتهم في كسب الناخبين من الذين لا يشاركونهم نفس الآراء.

واختمت بالقول: “أعتقد أنه من الجيد دائماً محاولة سد الفجوة بين الناخبين”.