تلاشت غيمة تنظيم “داعش” منذ سنوات لكن أمطارها ما زالت توحل بقاعا متفرقة بالمنطقة العربية من حين لآخر وهو ما تتعقب آثاره المخرجة التونسية مريم جعبر من خلال فيلمها الجديد (ماء العين) المشارك ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان الجونة السينمائي.
الفيلم بطولة صالحة نصراوي ومحمد حسين قريع ومالك مشرقي وآدم بيسا وديا ليان وهو العمل الروائي الطويل الأول لمخرجته ويعد امتدادا لفيلمها القصير (إخوان) الذي رُشح لجائزة أوسكار أفضل فيلم روائي قصير عام 2020.
يتناول الفيلم قصة عائشة التي تعيش مع زوجها وابنها الأصغر في قرية نائية بشمال تونس وتأمل في عودة ابنيها أمين ومهدي، اللذان انضما لتنظيم “داعش” في سوريا رغم محاولات الزوج تخليصها من عذاب الانتظار وإفهامها أنه حتى إذا عادا فلن يكونا كما عرفتهما.
وتحدث المفاجأة بعودة مهدي دون أخيه لكنه عاد ومعه زوجة حامل تضع النقاب وترفض أن يراها أحد من العائلة، فتعمل عائشة بكل جهدها على اخفائهما بعيدا عن عيون السلطات لتأكدها أن السجن بانتظار ابنها حال ذيوع نبأ عودته.
وحال مهدي متغير كما توقع الأب تماما فهو مثقل بأهوال رآها وفعلها في مغامرته غير المحسوبة، لكن ليس هذا فقط ما يقلق الأم فهي تريد معرفة مصير ابنها الآخر أمين كما تريد معرفة أي شيء عن زوجة ابنها التي لا تخالط أحدا ولا تنزع عنها النقاب نهائيا.
وبينما يخيم القلق والترقب على منزل عائشة تدب في القرية حالة ذعر بعد توالي بلاغات بتغيب بعض الرجال عن منازلهم وعائلاتهم مع فشل الشرطة في معرفة مصيرهم أو فهم سبب اختفائهم أو العثور على رابط بين هذه الحوادث.
وبمرور الوقت يعترف مهدي لأمه بما آل إليه مصير أخيه أمين كما يسرد لها حكاية زوجته المنتقبة وحملها لتتضح العلاقة بينها وبين اللعنة التي حلت على القرية.
وقبل عرض الفيلم بالدورة السابعة لمهرجان الجونة السينمائي قالت المنتجة المشاركة سارة بن حسن إن هذا هو العرض الأول للجمهور بالمنطقة، معربة عن سعادتها بوصوله أخيرا للمشاهد العربي في ظل عدم توفر فرص كبيرة لعرضه بقاعات السينما.
وسبق للفيلم المشاركة في الدورة 74 لمهرجان برلين السينمائي بألمانيا في شهر فبراير شباط هذا العام.