على الرغم من شكله الصغير المتواضع، إلا أنه يحمل شهادات تأريخية عدة عن الحقبة الملكية.
يقع قصر الملك غازي وسط غابات النخيل على ضفاف احد فروع نهر الفرات في منطقة صدر الدغارة شرقي محافظة الديوانية.
تعود فكرة بناء قصر للملك غازي في الدغارة، إلى العام 1934، و رغبة شيوخ العشائر العربية في المنطقة حينها لتقديم هدية الى الملك، وبحسب سكان المنطقة، فأن الفكرة جاءت بعد حادثة تعطلي قطار الملك في المنطقة القريبة من الدغارة وترجله آنذاك متجولاً بصحبة اهالي الديوانية بين الغابات، ليعجب الملك بالطبيعة الجميلة فيها.
يقول شاكر النعماني وهو باحث في شؤون التراث والاثار، لـ UTV، إن “أمراء القبائل في ذلك الوقت قالوا للملك، “طالما أعجبك المكان، فسنهديك بيتاً نقوم ببنائه خصيصاً من أجلك””، مضيفاً “بحسب الروايات فإن الملك هو من تبنى بناء القصر، غير أن الباحثين يؤكدون أن أهالي المنكقة هم من قاموا ببنائة ثم قدموه للملك كهبة”.
مرت قرابة تسعة عقود على بناء هذا القصر لكنه لا يزال يحافظ على تماسك جدرانه ومعالمه حتى اليوم، إذ واجه العديد من التغيرات البيئية والإهمال، بالاضاقة الى تحويله في ستينيات القرن الماضي الى مستودع لوِزارة الري.
وعند الدخول الى باحة القصر، تستقبلك ثلاثة مدافع عثمانية قديمة او ماتسمى سابقا بـ”الطوب”، وهو مشهد قد يعيد الى المخيلة اصوات الأهازيج العراقية القديمة، كتلك التي تقول “الطوب احسن لو مكواري”. وما ان تتجاوز المدافع حتى تشاهد في مدخل القصر ثلاثة تماثيل متراصفه للملوك فيصل الاول و الثاني، يتوسطهما الملك غازي.
وعلى الرغ من أن بناء هذا القصر كان بهدف الاستجمام والصيد فإن ملوك العراق استخدموه كذلك فيما بعد كمقر عند زياراتهم لمناقشة اوضاع منطقة الفرات الاوسط مع شيوخ عشائر المنطقة.
ويعتبر الملك غازي ثاني ملوك العراق حكم البلاد للفترة من العام 1933 وحتى العام 1939. اما والده فهو الملك فيصل الاول بن الشريف الحسين الهاشمي اول ملوك العراق.