تحت عنوان “أدب الاطفال…بين الحاجة الفعلية والحاجة التكميلية والقيم التربوية” أقامت دار ثقافة الأطفال ندوة تفاعلية عن أدب الاطفال ضمن الفعاليات والنشاطات الثقافية لمعرض بغداد الدولي للكتاب في دورته ال (22) وعلى قاعة القدس . حاضر فيها كل من الشاعر والباحث الأستاذ فاضل عباس الكعبي والأكاديمية الدكتورة طاهرة داخل طاهر بحضور عدد من المهتمين والمعنيين بأدب وثقافة الطفل.
وقال الدكتور حسين علي هارف الذي أدار الندوة أن العراق زاخر بطاقات كبيرة في مجال أدب الاطفال من شعراء وأدباء وكتاب وباحثين ورسامين متخصصين بالطفولة ، ومن العاملين في هذا المجال استقطبتهم دار ثقافة الأطفال التي كان لها الدور البارز في تطوير وتوسيع أدب الاطفال وترجمته من خلال النتاجات الأدبية ضمن مطبوعاتها من (مجلتي والمزمار والسلسلة القصصية والشعرية ) والتي أثرت في ثقافة اطفالنا .
واستعرض الدكتور حسين علي هارف تاريخ أدب الطفل على مستوى الشعر والقصة والحكاية وإنعكاساته على تربية وحياة الطفل وتنمية أفكاره وتحفيز الابداع لديه.
وبيّنَ الشاعر والباحث الاستاذ فاضل عباس الكعبي دور ثقافة الأطفال خلال فترة السبعينيات حيث نشأت حركة جديدة كانت تسمى رئاسة تحرير مجلتي والمزمار، وسميت بعد ذلك بدار ثقافة الأطفال مؤكداً على ضرورة تطوير قابليات وقدرات ومهارات المعنيين بالكتابة للطفل، كي تنمو وتسير بالإتجاه الصحيح وكان عليهم أن يجدّوا ويجتهدوا ويجاهدوا في سيرهم باتجاه فهم الطفل والغوص في عالمه، مع إدراك خواصه وخواص التعامل معه ومع الخيال والواقع الذي يدور ويعيش فيه.
أما الدكتورة طاهرة داخل طاهر فقد أكدت على أن أدب الأطفال في العراق نشأ عام 1922وهناك حقيقة ملازمة لنشأته والتي تقول أن الأدب نشأ على صحافة الطفل وأن المهتمين الذين أسسوا لثقافة الطفل وأدبياته هم من فئة المعلمين ، وفيما بعد دعم الأدباء ثقافة الطفل وكانت أول مجلة ظهرت في صحافة الطفل تحمل عنوان (التلميذ العراقي) بادارة سعيد فهيم صاحب الفكرة ، والتي تعد القاعدة الأساسية لأدب الطفل حينها ، ولكنها لا تعد التجربة الفنية التي تحتوي على جميع إشتراطات الكتابة للطفل مشيرة الى انه سبب ذلك هو قلة الخبرة وإنعدام الإصدارات في هذا المجال، بعد أن كانت القصص تقريرية تتحدث عن التلميذ بالدرجة الاولى وبشكل تربوي.
وفي نهاية الندوة أكد الحضور ومن خلال المداخلات العديدة على ضرورة تأسيس قناة فضائية تعنى بثقافة الطفل فضلاً عن إفتتاح معارض خاصة لإصدارات الأطفال حيث يستطيع الطفل التجول بكل حرية والإطلاع على هذه المطبوعات لا أن نشركه في معارض تضم الكثير من دور النشر معظمها مخصصة للكبار . وأيضاً أكدوا على أهمية إختيار النصوص ذات المضمون التربوي والتعليمي الجيدة .