على مدى خمسة أيام قدمت عشرة عروض مسرحية مثلت أغلب فرق المحافظات العراقية ضمن مهرجان المسرح الشبابي في العراق الذي نظمته منظمة عيون في محافظة النجف بالتعاون مع كلية الفنون الجميلة/ بابل وبرعاية نقابة الفنانين العراقيين/ المركز العام.
وقد تباين مستوى العروض من الناحية الفكرية والتناول الجمالي والمعالجات الإخراجية للعروض المقدمة، وقد تناولت أغلب هذه العروض أفكارا تفرض نفسها على الكتاب المسرحيين الشباب في العراق والتي تلامس طموحاتهم وآمالهم وتصور تطلعاتهم نحو تحقيق أحلامهم في بناء وطن ينعمون به بالأمن والأمان.
فكانت أغلب الموضوعات التي عالجتها هذه العروض المسرحية هي موضوعات الوطن الجريح وشخصية الشاب المقهور والمهزوم والذي يقف بمواجهة تحديات كبيرة.
فكانت خطابات هذه العروض تؤسس لمنظومة فكرية احتجاجية رافضة تبحث في ملامح الثورة والتغيير، أنه خطاب شبابي يمثل متبنيات الشباب المسرحي العراقي ويشتغل على الغور في دوامة التيه والضياع الذي يواجهه الشاب العراقي ويرتكز على طروحات ومعالجات تحاول ان تكرس معنى الاحتجاج وتقدمه بصورٍ شتى، فكانت شخصيات (المسجون، المتظاهر، الشهيد، الحبيب، الابن، الطالب).
هي الشخصيات التي تناولتها نصوص عروض المهرجان وقد كانت أغلبها لمؤلفين شباب، وهم الذين كانوا خير من يعبر عن هذه الهموم والافكار وتجسيدها بطرق وأساليب فنية معبرة، فكانت موضوعات (القهر، الانهزام، الظلم، السجن، الشهادة، اليتم) هي التي عالجتها عروض هذا المهرجان بأساليب حداثوية تكرس المعنى وتؤسس مساحة واسعة للدلالة.