تراجعت أسعار النفط اليوم الثلاثاء بفعل المخاوف من تباطؤ الاقتصاد الصيني الذي يضغط على الطلب، لكن الإجماع المتزايد على أن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) سيبدأ خفض أسعار الفائدة في سبتمبر أيلول المقبل حد من التراجع.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 57 سنتا، بما يعادل 0.67بالمئة، إلى 84.28 دولار للبرميل بحلول الساعة 0630 بتوقيت جرينتش، في حين نزل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 59 سنتا، أو 0.72 بالمئة، إلى 81.32 دولار.

ونما الاقتصاد الصيني أبطأ كثيرا من المتوقع في الربع الثاني، متأثرا بالانكماش العقاري الذي طال أمده وانعدام الأمن الوظيفي.

وأظهرت بيانات رسمية أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم نما 4.7 بالمئة في الفترة من أبريل نيسان إلى يونيو حزيران، في أبطأ وتيرة منذ الربع الأول من 2023 وخلافا لتوقعات ببلوغه 5.1 بالمئة في استطلاع أجرته رويترز. كما تباطأ أيضا من 5.3 بالمئة التي سجلها في الربع السابق.

وقال ياب جون رونج محلل استراتيجيات الأسواق لدى آي جي “جاءت أرقام الناتج المحلي الإجمالي للصين في الربع الثاني ومبيعات التجزئة بمثابة مفاجأة على الجانب السلبي بهامش كبير، في حين أن توقع اتخاذ إجراءات تحفيز أقوى في الجلسة العامة الثالثة قد يواجه مخاطر خيبة الأمل”، في إشارة إلى اجتماع رئيسي للقيادة الاقتصادية في بكين هذا الأسبوع.

وقال رئيس بنك الاحتياطي الاتحادي جيروم باول أمس إن قراءات التضخم الأمريكية الثلاث خلال الربع الثاني من هذا العام “تزيد إلى حد ما الثقة” في أن وتيرة زيادات الأسعار تعود إلى هدف البنك المركزي على نحو مستدام.

وفسر المشاركون في السوق هذه التصريحات على أنها إشارة على أن خفض أسعار الفائدة قد لا يكون بعيدا.

ويؤدي انخفاض أسعار الفائدة إلى خفض تكلفة الاقتراض مما يمكن أن يعزز النشاط الاقتصادي والطلب على النفط.

وحذر بعض المحللين من الإفراط في التفاؤل إذ أن الضعف المتوقع في بعض بيانات الاقتصاد الكلي من الولايات المتحدة قد يضر بشكل غير مباشر بالطلب على النفط على المدى القريب.

وقال كلفن وونج كبير محللي السوق لمنطقة آسيا والمحيط الهادي لدى أواندا، في رسالة بالبريد الإلكتروني، “العوامل الكلية لا تؤيد ارتفاع أسعار النفط على المدى القريب (بحد أقصى يقل عن 85 دولارا للبرميل لخام غرب تكساس الوسيط) بسبب احتمال ضعف مبيعات التجزئة الأمريكية لشهر يونيو والتي من المقرر إعلانها في وقت لاحق اليوم”.