UTV
عمره عقدان من الزمن، موكب “عيسى بن مريم” أسسه مسيحيو البصرة ويساهم به صابئة ومسلمون، في العشرة الأولى من محرم يشارك الموكب في طقوس ذكرى استشهاد الإمام الحسين في واقعة الطف.
ورغم أن كثيرا من المسحيين القائمين على الموكب هاجروا العراق لدواع أمنية واقتصادية، فان “ساهر عزت” ظل محافظا على إقامته في كل عام، تأكيدا للتعايش بين الأديان.
يقول ساهر وهو أحد القائمين على موكب عيسى بن مريم، إن “الموكب تأسس عام 2004، بمساهمة من المسيحيين والصابئة والسنة والشيعة، بمعنى كل أهالي منطقة الطويسة، ومن سنة إلى أخرى، يهاجر الأصدقاء الذين كانوا معنا، رسالة هذا الموكب دليل على التعايش والاخوة بيننا”.
يقدم الموكب الطعام والماء والشاي للمشاركين في طقوس عاشوراء، كعادة اجتماعية متوارثة ترافق الأجواء الدينية في محرم، وليس بعيدا عنه، ثمة حلقات نقاشية يشارك فيها رجال دين من السنة والشيعة تتحدث عن الدروس المستلهمة من ثورة الإمام الحسين وأثرها في التقارب بين الديانات السماوية.
مدير مركز تجديد للفكر والثقافة الشيخ قيصر التميمي يقول، “الثورة الحسينية أعطت حالة من اللحمة، والتقارب حالة من مجتمع واحد، فجدا طبيعي في مجتمعنا، نجد أن المسيحيين يقيمون مجلس عزاء للإمام الحسين (ع) تجد لهم موكبا خاصا، وكذلك من الصابئة والسنة والشيعة، وعلينا أن نجعل الديانات كلها تنهض بالإنسان والمجتمع والحضارة”.
إلى جوار موكب المسيحيين، يقدم مجموعة من الشباب العصائر وينظفون الشوارع من النفايات ويحثون المارة على الالتزام بالنظام، وهؤلاء هم طلبة وكسبة، أرادوا المشاركة في إحياء مراسم عاشوراء بشكل مختلف عن المواكب الأخرى.
زيارة عاشوراء تحظى في البصرة باهتمام خاص من قبل الجميع على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم، والاهتمام ينبع من تعايش يتجسد دائما في المشاركة بالمناسبات الدينية.
تقرير: سعد قصي