قبل 11 عاماً غادرت آخر رحلة قطار محطة الموصل لتكون خاتمة لتأريخ يمتد إلى أكثر من قرن.
كان للقضبان الحديدية الممتدة من والى محطة قطارات الموصل دور كبير في ربط البصرة ببغداد وشمال البلاد وصولاً إلى إسطنبول وبرلين في قلب أوروبا.
وتعد محطة قطارات الموصل كذلك معلما ثقافيا شهد فعاليات واحداث فنية مختلفة، إذ غنت فيها أم كلثوم وتجول عبدالحليم حافظ ووردة الجزائرية، وكذلك الملوك والرؤساء الذين حط رحالهم فيها يوماً ما.
يقول د. محمود الراشدي، الباحث والأكاديمي لمراسل UTV، إن “محطة قطار الموصل تأسست عام 1930 وكانت امتداداً لخط برلين – سوريا – بغداد – بصرة إلى الحجاز”، مبيناً أن “إعادتها سيحقق جدوى اقتصادية كبيرة لسهولة النقل بواسطتها”.
تعمل وزارة النقل العراقية على إعادة إنعاش ما يمكنها من خطوط السكك الحديد المرتبطة بالموصل، إذ وصلت جهود إعادة مد سكك الحديد على بعد 13 كيلومترا من محطة قطار الموصل.
تقول الوزارة انها تستعد لإعلان “ولادة جديدة” بوصول أول قطار مرتقب، وتعد بمواصلة العمل من أجل أعادة إحياء خط السكك الحديدية الرابط بأوروبا.
يتحدث طالب جواد، المدير العام للسكك الحديد، لـUTV، قائلاً: “اليوم نقف على مشارف الموصل وعلى بعد 13 كيلومتر فقط للوصول إلى محطة قطار الموصل”. مضيفاً، أن “وزارة النقل أعدت خطة متكاملة لتفعيل القناة الجافة والوصول إلى أوروبا عن طريق تركيا”.
ويشير جواد، إلى، أن “السكك الحديد في كل العالم تعتبر من النشاطات الحيوية وواسطة نقل مهمة تساهم في اقتصاد البلد بنسبة عالية”، مبيناً أن “محافظة نينوى تعتبر بالنسبة لنا كسكك حديد هدفاً اقتصادياً مهماً”.
يأمل المسؤولون في وزارة النقل العراقية بتحقيق جدوى اقتصادية كبرى، من خلال إعمار محطة قطار الموصل، باعتبارها واحدة من أهم بوابات تنشيط السياحة والتجارة والاقتصاد.
ومع التقدم الحاصل في انجاز مشروع ميناء الفاو الكبير، ترتفع نسب التوقعات بتحقيق انتعاش اقتصادي غير مسبوق، بعد تشغيل الميناء الذي يربط آسيا بأوروبا وينافس قناة السويس ورأس الرجاء الصالح.
وكانت محطة قطارات الموصل تضم دار استراحة، وفندقاً يعتبر الأقدم في المدينة، ومقهى وحدائق ومواقف للسيارات وعربات نقل الركاب.
وشكلت واردات المحطة مصدر عيش لمئات العائلات، كالموظفين والعمال والباعة وأصحاب المحال والمطاعم والكازينوهات وسائقي الأجرة وغيرهم.