UTV – البصرة
بينما تسجل البصرة نصف درجة الغليان بسبب حرارة الصيف اللاهب، تحذر مفوضية حقوق الإنسان من سنوات قاسية ستمر على الفيحاء، إذ تشير تنبؤات خبراء الطقس إلى أنه بحلول عام 2035 قد تصبح البصرة غير ملائمة للعيش؛ نتيجة لتفاقم التغيرات المناخية والتلوث البيئي، وسط عجز عن التصدي لهذه الظواهر.
ويقول مهدي التميمي، مدير مكتب مفوضية حقوق الإنسان في البصرة، إن “نتائج التلوث هو تغير مناخي خطير، والبصرة هي الأكثر تضررا والأكثر تغيرا مناخيا في العالم، وهذا حسب قراءات الأمم المتحدة والخبراء، والحكومة تنأى بنفسها عن الاستجابة، اذ ان مستوى الاستجابة من ناحية الغطاء النباتي ومعالجة الملوثات لا يتجاوز 10 بالمئة وهذه مشكلة، ونتوقع ان البصرة في عام 2030 وصولا الى 2035 تصل الى مستوى تكون غير مؤهلة للعيش البشري”.
ويعود هذا التهديد البيئي إلى مخاطر صحية عديدة تهدد من يعيشون على هذه البقعة جنوبي العراق، إذ يحذر أطباء من عواقب التغيرات المناخية المصحوبة بالتلوث البيئي، عبر تفشي الأمراض جراء صعوبة التكيف معها في البصرة.
ويقول تحسين صادق، مدير قسم الصحة العامة في البصرة، إن “الجو الحار وقلة المياه تؤثر على صحة وتسبب امراض القلب والجلد والضغط وخصوصا نحن في جو البصرة نشهد الكثير من هذه الحالات بسبب الغازات، حيث نسجل حالات ضيق نفس والتحسس بالقصبات والربو”.
ومن مظاهر التغير المناخي في البصرة الاضطراب في طقسها عبر تداخل فصولها الانتقالية، بينما زحف موسم الصيف خارج توقيته، ما أدى الى عدم انتظام هطول الأمطار، ونتج عن ذلك شح في المياه وزيادة في التصحر.
ويقول حسن خليل، باحث في مركز علوم البحار، إن “صيفنا طويل جدا، والفصول الانتقالية بدأت تتداخل مع بعضها، لهذا نلاحظ فترة البرودة وفترة تساقط الامطار قصيرة جدا، وأيضا حتى لو حدث تساقط هناك مديات حرارية عالية تجعل الاستفادة من الامطار قليلة”.
في خضم هذه التحديات، تتحدث الحكومة المحلية عن خطط لزارعة مليون شتلة من نبات المانكروف، فضلا عن زيادة رقعة المساحات الخضراء، في إطار إجراءاتها لتحسين الواقع البيئي والتخفيف من آثاره السيئة على الحياة العامة.
تقرير: سعد قصي