أنشطة نفطية لم تكن مألوفة قبل أكثر من عقد في مناطق غرب الغراف، تحولت الآن إلى أكبر حقل نفطي في ذي قار يديره عملاق النفط الماليزي بتروناس.

وتغير كثير من أوضاع القرى الواقعة على مقربة من الحقل والمحاطة بمواقع متعددة، فالحقل أمّن شبكة طرق مهمة وبضع فرص عمل للأهالي يقولون إنها ما زالت دون الطموح.

لكن ثمة خطر كبير يحدق بهذه المناطق متمثلا بالتلوث، فعلى مرمى حجر من قرية آل مسير، تستمر إحدى الشعلات بالتوهج ليل نهار، باعثة موادها السامة في الهواء.

وأصيب عدد من أهالي القرى المحيطة بالحقل بأمراض سرطانية، يُعتقد إنها ناجمة عن الأعمال النفطية فيه.

وتشكل مطامر النفايات في هذا الحقل واحدا من التحديات الكثيرة التي تواجه السكان القريبين وأنشطتهم الزراعية التي بدأت تتقلص بعد زحف المنشآت النفطية عليها.

ويقول جواد الركابي رئيس لجنة حقوق المتضررين من حقل الغراف لـUTV إن “الحقل يبعد عن القرى نحو 400 متر فقط، وهو يسبب أمراضا سرطانية للأهالي”.

وتشكل الأنشطة النفطية في حقل الغراف النفطي المصدر الأكبر للتلوث في ذي قار، بحسب تصنيف دائرة البيئة في المحافظة، التي أنذرت الشركات العاملة في الحقل مرات عديدة لعدم استخدامها منظومات الحرق الحديثة في عملية حفر واستخراج النفط.

ويقول كريم هاني مدير بيئة ذي قار لـUTV إن “عمليات حفر الآبار واستخراج الغاز المصاحب من دون معالجة، لها أضرار بيئية على المستويين الزراعي والحضري”.

ويواجه قطاع النفط العراقي صعوبة في حل مشكلة عمليات حرق الغاز لكلفة مشاريع استثماره، فضلا عن المدة الزمنية التي تستغرقها، إذ يحتل العراق المرتبة الثانية عالميا بعد روسيا في عمليات حرق الغاز.