UTV
ارتفاع غير مسبوق في أسعار الذهب، واقتصاديون يفسرونه بلجوء المضاربين في السوق الموازي الى ادخال المعدن في لعبة الدولار وسعر الصرف بعد التضييق عليهم من خلال إجراءات مزاد العملة في البنك المركزي.
ارتفاع غير مسبوق في أسعار الذهب تشهده السوق المحلية.. فيما يبدو أنه محاولة جديدة للمضاربين للحصول على الدولار لتضييق مساحات حصولهم عليه بعد السياسات المالية الأخيرة للدولة.
بأكثر من 30 ألف دينار، ارتفع سعر مثقال الذهب، في زيادة لافتة على شرائه وسحبه من السوق، بالتزامن مع ارتفاع أسعاره عالميا.
هذا الطلب على الذهب دفع الصاغة الى رفع أجور الصياغة بدورهم إلى أكثر من 50 ألف دينار للمثقال، ما جعل سعر المثقال النهائي يقترب من 500 ألف دينار في بعض الأحيان.
اقتصاديون فسروا الطلب المتزايد على الذهب بأنه يأتي من مهربي الدولار الذين بدأت منافذ حصولهم على العملة الصعبة تنغلق واحدة بعد الأخرى.. بعد تشديد إجراءات بيع الدولار من النافذة الرسمية.
ضياء المحسن وهو اقتصادي يرى أن “الحكومة أخذت تضيق على مهربي عملة الدولار، فلجأوا إلى ما خف حملة وثقل ثمنه، وهي المعادن النفيسة ومنها الذهب”.
ما يعزز هذه النظرية بحسب المتخصصين في الاقتصاد هو الكميات الكبيرة المستوردة من الذهب والتي وصلت إلى 60 طنا.. في حين أن حاجة السوق الملحية لا تتجاوز 4 أطنان في أفضل الأحوال، الأمر الذي يشير إلى شبهات كبيرة تتعلق بغسيل الأموال.
أما الاقتصادي صفوان قصي يقول، “العراق بحاجة إلى الذهب، لكن كميات الاستيراد الحالية أعلى من احتياجاته، بمعنى أن هناك من يحاول تغيير جنس الدينار العراقي الفاسد ويحاول الاختفاء وراء سوق الذهب أو سوق العقارات، عملية توسيع دائرة التحري وشمول هذه السلع ذات القيم العالية في موضوع الفحص يسهم في ترصين الاقتصاد العراقي”.
ورغم ارتفاع أسعار الذهب التي عادة ما يرافقها انخفاض في أسعار الدولار عالميا.. فإن سعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي ما زال مستقرا في السوق المحلية.. وبفارق يقترب من 18 نقطة عن سعر صرفه رسميا من خلال البنك المركزي.
تقرير: حيدر البدري