على نهرِ شطِّ العرب يقعُ ميناء المعقل المشيد عام 1919 كميناء حربي إبان الاحتلال البريطاني لمدينة البصرة ليَتحول بعد ذلك بعامين إلى ميناء تجاري يربط العراق بالعالم.
وعقب نحو قرن من الخدمة البحرية قررتْ شركة الموانئ العراقية إحالة هذا الميناء العجوز الى التقاعد وتحويله الى مرفأ سياحي وفق تصاميم اعدتها شركة إيطالية.
ويتحدث فرحان الفرطوسي مدير شركة الموانئ لـUTV، قائلاً “نحن بصدد تحويل ميناء المعقل الى مرفئ سياحي مع الحفاظ على معالمه”، ملفتاً الى وجود “دراسة أعدتها شركة إيطالية من أجل رسم خطة واضحة المعالم تراعي الحفاظ على المعلم الحضاري للميناء بجعله ميناء سياحيا”.
وكان العمل في الميناء قد توقَف عامَ 2016، لصعوبة وصول البواخر اليه بسبب الجسور التي أنشئت على ضفتي نهر شط العرب ومثلت عائقا مائيا.
وتحصي شركة الموانئ عوائق اخرى، كعدم صلاحية القناة الملاحية لمرور السفن الكبيرة لقلة الأعماق ووجود القطعِ البحرية الغارقة، ما دفع إلى الاستغناء عن الميناء في ظل وجود موانئ بديلة.
ويقول ناظر جبار مدير ميناء المعقل، لـUTV، إن “الأعماق تعيق العمل، إضافة إلى وجود موانئ بديلة تقع في مقدمة القناة الملاحية وتحديدا في مدخل نهر شط العرب، ونهاية الخليج العربي ومنها موانئ أم قصر وكذلك خور الزبير”، مشيرا إلى أن، “حجم طاقة تلك الموانئ الاستيعابية يمكنها من تعويض التوقف في عمل ميناء المعقل”.
ويتألف ميناء المعقلِ من 15 رصيفاً، قديماً باستثناء رصيف كان مستثمرا منْ شركة “نواة” الأميركية، فيما تعد الرافعات التي بناها اليابانيون والالمان من أبرز معالم الميناء.
إلى جانب ذلك، يمثل حطام سفينة ابن خلدون التي قصفتْها القوات الامريكيةُ مرتين ولم تغرق، معلما اخر للميناء، فقد ظلتْ جاثمة في المعقل لتذكر البحارة العراقيين برحلاتهم على متنها لكونها مخصصة لتدريب طلاب أكاديمية الخليج العربي.