بأداة اسطوانية ذات سطح خشن، يعمل قاسم الجزائري على تمليس خشب مجسم سفينة شراعية انتهى من إنجازه للتو، داخل منزله في إحدى محلات البصرة.

يبدع الجزائري في صناعة نماذج السفن الصغيرة، مدفوعا بحبه لمركبات البحار واهتمامه بالتراث، وهو بهوايته هذه يجسد حب موروث بناء السفن الذي تشتهر به البصرة دون غيرها من مدن العراق، بسبب موقعها الجغرافي المطل على الخليج.

الجزائري يستخدم أنواعا مختلفة من الخشب في صناعة مجسماته الصغيرة، لكن خشب الساج هو المفضل لديه.

ويقول الجزائري لـUTV إن “الخشب الذي أستخدمه هو الساج، كما أستخدم بعض أجزاء النخيل في صناعة أعمدة السفن الصغيرة، وأستخدمه أيضا للكتابة عليها”.

كان الجزائري مدرسا للغة الإنجليزية، وبعد إحالته إلى التقاعد انتقل من التدريس إلى صناعة مجسمات السفن.

وبدافع الحفاظ على هذا التراث القديم، يبني الجزائري سفنه الخشبية بدقة عالية، ومن أشهرها اللنشات والبلم العشاري والمهيلة والبوم وقوارب الصيد.

ويواصل حديثه قائلا “تقاعدت قبل ثلاث سنوات واتجهت للفن القديم المتأصل في أعماقي، وهو صناعة المجسمات، عملت السفن واللنشات والأبلام العشارية”.

وحوّل الجزائري جزءا من بيته إلى ورشة يمارس فيها هوايته، وهو يستغرق أسبوعا كاملا في صناعة سفينة واحدة.

هوايته تدر عليه بعض الأموال، إذ يتراوح سعر السفينة الواحدة بين 50 و200 دولار، وثمة كثيرون في البصرة يميلون إلى تزيين منازلهم بهذه السفن التي تذكرهم بتاريخ مدينتهم.

ويقول حميد مجيد (أحد هواة جمع مجسمات السفن) لـUTV إن “شط العرب كان عامرا بالتجارة.. كانت اللنشات تأتي إلى الشط وتفرغ حمولاتها في منطقة الداكير، وكنا نشاهد الهنود وحركة الأجانب في شارع الكورنيش”.

وأخذ الاهتمام في صناعة مجسمات السفن في البصرة يتصاعد حديثا، وصارتْ تُقام معارض خاصة تعرض فيها عشرات المراكب والبواخر الصغيرة التي صنعتها أيدي حرفيين أضحت هذه المهنة مصدر رزق لهم.